اختير، أمس، الأنبا تاوضروس، أسقف عام البحيرة في دلتا مصر، بابا جديداً الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، خلفاً للبابا شنودة الثالث الذي توفي في مارس الماضي، بعد قرعة علنية أجريت في الكاتدرائية المرقسية في القاهرة. وفي عملية الاختيار التي جرت ضمن قداس يوم أمس الأحد، اختار طفل معصوب العينين ورقة من الأوراق التي تحمل اسم واحد من ثلاثة مرشحين للبابوية، في عملية أطلقت عليها الكنيسة اسم القرعة الهيكلية. وكان أعضاء المجمع الانتخابي القبطي في مصر قد انتخبوا يوم الاثنين الماضي ثلاثة من رجال الدين، تمهيدا لشغل أحدهم منصب البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك القرازة المرقسية. ووصل إلى القرعة الهيكلية الأنبا تواضروس أسقف عام البحيرة في دلتا مصر، والأنبا رفائيل، أسقف عام كنائس وسط القاهرة، والقمص رافائيل أفا مينا وهو راهب في دير مارمينا. ومن المقرر أن يتولى البابا الجديد منصبه في 18 نوفمبر المقبل. واختارت اللجنة الكنسية المشرفة على انتخاب رئيس جديد للكنيسة القبطية بمصر أول أمس السبت الطفل الذي سحب ورقة القرعة الهيكلية لإختيار البابا الجديد للكنيسة من بين قائمة طويلة تضم أسماء نحو 400 طفل تقدموا للقيام بهذه المهمة. وقد تم بالفعل تصفية الأطفال المتقدمين من العائلات القبطية إلى 12 طفلا، حيث جرت عملية الاختيار بحضور الأنبا باخوميوس قائم مقام البطريركية، وبعد صلوات وطقوس خاصة جرت بمعرفة الأساقفة والشمامسة داخل الكاتدرائية المرقسية بحي العباسية بوسط القاهرة. كان الأقباط قد أنهوا صوما خاصا لمدة ثلاثة أيام تضرعا إلى الله أن يوفقهم إلى الاختيار من بين المرشحين الثلاثة الفائزين في الانتخابات البابوية التي جرت الأحد الماضي، ليكون البابا رقم 118 في تاريخ الكنيسة القبطية. وجرت القرعة الهيكلية بين كل من الأنبا روفائيل أسقف كنائس وسط البلد والأنبا تواضروس، أسقف عام البحيرة وتوابعها، والقمص روفائيل أفامينا تلميذ البابا كيرلس السادس. وشهدت الفترة التي سبقت الانتخابات سلسلة احتجاجات وقضايا رفعها بعض الناشطين الأقباط ممن يطلقون على أنفسهم المبادرة المصرية لإنقاذ الكرسي الباباوي. ويقول صبري راغب، أحد أعضاء هذه المبادرة، إن الانتخابات البابوية هي عملية سياسية يشوبها الفساد نظرا لأنها أصبحت حكرا على أشخاص بعينهم هم الذين سيخوضون القرعة الهيكيلية لإختيار البابا من بينهم. وكان أتباع الكنيسة يرغبون في فتح باب الترشح لعدد أكبر وبشروط أيسر لاختيار من هم أحق بهذا المنصب الكنسي الرفيع على رأس هرم الكنيسة الأرثوذكسية. وسحب عدد من الأقباط، ومن بينهم الناشط كمال زاخر، القضايا التي رفعوها على الكنيسة لوقف الانتخابات، وذلك بعد انسحاب مرشحين مثار جدل، مثل الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس، والأنبا كيرلس أسقف عام ميلانو. ويقول مراقبون إن خليفة البابا شنودة يواجه مهمة طمأنة الأقباط في الوقت الذي يشهد صعودا لتيار الإسلام السياسي في أعقاب إطاحة نظام الرئيس المصري حسني مبارك في مطلع العام الماضي.