صرحت المطربة السورية المتألقة، لميس خوري، أن المستمع العربي لايزال يتأثر بأغاني التراث رغم الزخم المعاش للأغاني السريعة التي اكتسحت الساحة الفنية جراء سهولة التعاطي معها، مؤكدة أن وردة الجزائرية كانت من بين أهم الأصوات التي أثرت على مسيرتها الفنية وحبها للطرب. لميس خوري صاحبة مطعم الدرب في حلب الحائزة على عدة جوائز في كثير من دول الوطن العربي، كانت قد شاركت مؤخرا في المهرجان الدولي للمالوف الذي احتضنته قسنطينة وتركت بصمتها واضحة بفعل صوتها الذهبي. خصت "الفجر" بهذا الحوار القصير الذي أرادت من خلاله التقرب أكثر إلى محبي الكلمة العذبة من الجمهور الجزائري. من تكون لميس خوري؟ لميس ابراهيم العلوني من مواليد دمشق، خريجة معهد إعداد مدرسين قسم موسيقى وغناء، حائزة على شهادة المعهد الموسيقي بسوريا، مدرسة لمادة التربية الموسيقية في وزارة التربية السورية، عضوة في نقابة الفنانين السوريين، تجيد العزف على آلة العود، هدفها الفني هو إحياء النغم الشرقي الأصيل وتجسيد الكلمة الراقية في عالم الفن، تتلمذت في عدة معاهد بحلب ودمشق، عضوة في فرقة الغناء التراثي، فرقة أمراء الطرب، فرقة شيوخ وسلاطين الطرب، وكذا نادي شباب العروبة للموسيقى والغناء. شاركت في عدة مهرجانات محلية ودولية على غرار مهرجان حلب عاصمة الثقافة الاسلامية، مهرجان المدينة بتونس، مهرجان المحبة والكفرون والسنابل بسوريا، بالاضافة إلى أحيائي الكثير من الأمسيات والسهرات الطربية بالمنتديات الثقافية لعدة دول عربية، من بينها العراق. ما السبب الذي دفع لميس خوري لانتهاج هذا النمط الفني؟ هناك عدة أسباب جعلتني أتخذ من هذا النمط الغنائي قالبا فنيا لي، فبالإضافة إلى الصوت الجبلي الذي وهبني الخالق إياه، كان لمدينة حلب كبير الأثر في صقل موهبتي على اعتبار أنها أنجبت الكثير من الأصوات الرائعة على رأسها الفنان الكبير صباح فخري، لا أخفيك سرا فقد نشأت في بيئة تهوى الاستماع إلى هذه الأغاني الطربية ذات الألحان الشجية، فقد أحببت كثيرا أغاني كوكب الشرق السيدة أم كثوم وأنا طفلة وأغرمت بروحها وأنا يافعة وعشقت فنها وانا ناضجة، علاوة عن سيدة الطرب الراحلة وردة الجزائرية التي طالما تأثرت بأغانيها التي تسكن وجداني. ومن جهة مقابلة مقربتي من مرافد الكلمات والشعراء، فضلا عن تعايشي منذ حداثة سني مع حالة الغناء القديم الذي أعتبره واضحا أكثر سواء ما تعلق بالكلمات او الألحان، فهو أكثر دسامة من حيث الكلمات وأكثر طربا من حيث اللحن، وهي جميعها أسباب جعلتني أميل للفن التراثي. بكل صراحة، ما رأيك في الساحة الفنية العربية؟ الأغنية الحديثة كفقاعة هواء لها بريق وليس لها لون تنتهي بسرعة بمجرد انتهاء فترتها الزمنية التي لا تتجاوز الخمس دقائق، غير أن المستمع الحالي لايزال يتأثر بأغاني التراث على الرغم من الزخم المعاش للأغاني السريعة التي اكتسحت الساحة الفنية جراء سهولة التعاطي معها، وخير دليل على ذلك واقع الأغاني التراثية التي أعيد إحياؤها.. نجدها تأخذ مكانة كبيرة لدى المتلقي بعدما أخذت نصيبها الكافي من الإضاءة الإعلامية، على عكس نظيرتها من الأغاني الطربية التي لم يسلط عليها الضوء تضمحل وتختفي دون أن ينتبه أحد إليها. من هن مطربات الجيل الحديث اللواتي يمكن القول إنهن وضعن بصمتهن في الساحة الفنية؟ توجد الكثير من الأسماء الفنية اللامعة اللاتي تستحق حقا التوقف عندها، على سبيل المثال أذكر أنغام من مصر، ونجاة عطية وأمينة فاخت من المغرب العربي، وغادة شبير من لبنان، إضافة إلى عدة مطربات عراقيات يبشرْن بالخير هن يسرْن على خطى آبائهن. هل ترين أن واقع الفن العربي ينبئ بمؤشرات مستقبلية واعدة؟ طالما هناك مهرجانات عربية تعنى بإحياء مجد الأغاني الترثية الهادفة، وما دام لايزال هناك فنانين ومطربين غيورين على الأغنية الطربية فإن حال الأغنية العربية لايزال بخير، ما ينبئ بمستقبل ثابت للأغنية التراثية التي يتوجب على الجميع حمايتها من الإندثار والزوال، وهنا يتجلى بوضوح دور وسائل الإعلام، لاسيما منها المرئية والمسموعة، في المحافظة على تراث أجدادنا الذي يعد هوية فنية للأمة العربية بأسرها. هل تجدين صعوبة في تبليغ رسالتك الفنية للمتلقي المعاصر الذي لم يعد شغوفا بالفن التراثي؟ الغناء هو جزء من الحالة الحسية الحضارية ولكون تاريخنا العربي غنياً بحضارته وغنياً بروافده، وإحدى روافده الغناء التراثي من تلك الحضارة، فانتقاء الكلمة الجميلة والتجوال في خيالات المقام وصدق الإحساس بالغناء جميعم عوامل كفيلة بتثقيف المستمع بتقديري. ما هي أهم المحطات البارزة في مسيرتك الفنية؟ بالنسبة لي أرى أن هناك أحداثا في حياتي لا محطات، فكل مهرجان شاركت به هو حدث، وكل حفل فني ناجح هو أيضاً حدث، وحصولي على المرتبة الأولى في برنامج الهواة ببداية حياتي الفنية هو حدث، كذلك حصولي على أعلى مرتبة في برنامج نجوم سورية هو حدث، وحصولي على أعلى درجة لمطربة تقدمت لعضوية نقابة الفنانين السوريين هو حدث. لكن بالنسبة للمحطات أعتقد لا محطة في حياتي حتى الآن.. فالمحطة الحقيقية لم تأت بعد ومازلت أقف على شاطئ رحلتي الفنية. ما هو جديد المطربة لميس خوري، وماذا عن المشاريع المستقبلية؟ لديّ مشروع أمسية طربية سورية عراقية في مدينة السليمانية أوفي أربيل خلال الأسابيع المقبلة إن شاء الله. بالإضافة إلى ذلك فأنا بصدد التحضير لإعداد البوم غنائي تراثي، حيث عملية التنقيب عن الكلمات الجيدة والألحان العذبة التي تتوافق ونمطي الغنائي جارية.