هو خريج مدرسة ألحان وشباب لسنة ,1977 عاشق للعمالقة منهم: أحمد وهبي، محمد عبد الوهاب، وديع الصافي... صوت قوي وحضور مميز وانتقاء جاد وجميل وموفق لأغان فصيحة هادفة، لازالت عالقة بأذهان الكثيرين منها أغنيتا ''انتصرنا'' و''حبيبتي مسافرة''، اضافة الى أغان دينية جميلة تقشعر لسماعها الأبدان.. وهي ''إليك أفوّض يا رب أمري'' لسليمان جوادي، وأغنية ''يا من يرى ما في الضمير ويسمع'' وغيرهما من الاغاني الخالدة كلمة ولحنا وأداء... قرر الهجرة في فترة عمت فيها الفوضى، فمكث بأوروبا لسنوات ليشد الرحال في التسعينيات الى مصر أين تسنى له الاحتكاك بفنانين كبار وعلى رأسهم السيد مكاوي، الذي أمده بيد العون وآمن بصوته وموهبته حتى قبل أن يراه، عن مشواره الفني، عن سفراته وجولاته، وعن تقييمه للساحة الفنية حاليا كانت لنا وقفة مطولة من خلال هذا الحوار مع المطرب يوسفي توفيق... ''المساء'': البداية كانت موفقة فما الذي حدث بعدها؟ المطرب يوسفي توفيق: البداية كانت موفقة لأن الأسس كانت سليمة والدعائم موجودة من صوت ولحن وكلمة، إضافة الى سلامة الذوق العام الذي كان ينشد كل ما هو جميل ونظيف وهادف، لكن بعدها انقلبت الموازين وحلت الرداءة محل الجودة، وأصبحت الساحة ولازالت للأسف، ملاذا للصوص والمرتزقة المحسوبين على الفن والفنانين وطغت الاغنية السوقية التي أفسدت الذوق العام، وطغت الأغنية السوقيةالتي أفسدت الذوق العام، وهذا ما همش الفنان الأصيل وجعله يأخذ وجهة أخرى.. إلى مكان يبحث فيه عن التقييم الجاد للفن الحقيقي، وهناك غنيت في أماكن جمعتني بكبار الفنانين العرب منهم فهد بلان، سعاد محمد، جورج وسوف، هاني شاكر، وليد توفيق وغيرهم... - وهذا قطعا ما دفعك إلى السفر؟ * كان لابد من السفر لاكتساب تجارب أخرى وتحقيق طموحات ملحّة.. وكانت الوجهة الأولى أوروبا (فرنسا وبلجيكا) حيث مكثت ثلاث سنوات، لأسافر بعدها في بداية التسعينيات إلى مصر وكانت من بين المحطات الهامة في حياتي الفنية والشخصية. - هل لنا أن نعرف تفاصيل هذه الرحلة، وماذا عن النتيجة؟ * كانت رحلة مفيدة لي حيث مكنتني من الاحتكاك بأكبر الفنانين أيضا، حيث اعتمدت كمطرب في الإذاعة المصرية وكانت لي علاقة طيبة بالملحن حسن أبوالسعود رئيس نقابة الفنانين المصريين وكنت أحيي حفلات وأنجزت شريطا من 8 أغان منها ''حنتقابل'' و''ما حصليش'' تم تصويرهما وبثتا على شاشة التلفزيون الجزائري. - السيد مكاوي كان أول من ساعدك؟ * بالفعل، لقد أمدني بالمساعدة حتى قبل أن يسمعني.. لقد أخبروه عني وعن صوتي فلم يشك في وموهبتي ودعمني وأنا مدين له بذلك. - سفرك كوّن لديك قطعا صداقات في الوسط الفني المشرقي، فمن كان أقرب الفنانين إليك؟ * وليد توفيق وسميرة سعيد. - ألم تفكر في ديو يجمعك بفنانة ما، ولو فكرت الآن فمن تراها أنسب لمرافقتك في مثل هذا الإنتاج؟ * صراحة المطربة التونسية أمينة فاخت، التي للأسف لم تأخذ هي الاخرى حقها كمطربة في القمة، لها صوت قوي وجميل ويعتبر من أجمل الأصوات المتواجدة على الساحة الفنية العربية، وهذا دون مبالغة، لقد تعرفت عليها في لندن لكن لم يسعفني الحظ لأقترح عليها الموضوع وآمل أن اجتمع بها في عمل فني ثنائى ولم لا؟ - وبعد غياب طويل كانت العودة من خلال تنشيط ''برج الأبطال''.. لم التنشيط بدل الغناء؟ * أردت أن أطل على المشاهد الكريم من جديد من خلال عمل ترفيهي يجمع العائلة، لكني لم أتخل عن الطرب والفن الأصيل والأغنية الهادفة التي أديتها في جنيرك القلادة ومسلسل ''عندما تتمرد الأخلاق'' كما أديت أغنية ''أنا ابن الجزائر'' احتفاء بالعهدة الثالثة لرئيس الجمهورية، وخضت أيضا مجال التمثيل في مسلسل البطل عيسات ايدير، حيث تقمصت دور محام. - على ذكر التمثيل، أليس هناك مشروع فني لفيلم غنائي؟ * الفيلم الغنائي موجود وهو عبارة قصة تروي معاناة فنان مهاجر يستحضر عند عودته شريط ذكرياته في بلده... القصة والاغاني لزيطوط.. وبعيدا عن الغناء هناك مسلسل اجتماعي يعالج آفة حوادث المرور مع محطة قسنطينة للمخرج حسين ناصيف بطولة بهية راشدي، حاجي ليندة، ياسمين وغيرهم... - ماهي أبز الأعمال التي قمت بها السنة المنصرمة؟ * بمناسبة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية كانت لي مشاركة في الافتتاح الى جانب فرقة كركلا.. وقد قمت بدور الأمير عبد القادر ومؤخرا شاركت في مهرجان الأغنية السوفية الى جانب كوكبة من الفنانين الجزائريين. - وماذا عن المشاريع الغنائية؟ * هناك مشروع غنائي مع كمال معطي.. ألبوم الأغاني موجود كموسيقى يبقى أن أضع صوتي عليه إذا ما توفرت الإمكانات لذلك، وإذا حالفنا الحظ ربما صورنا أغنية للتلفزيون، وكل ذلك حسب الإمكانات المادية التي صراحة هي شحيحة حاليا، فحتى الدعم المادي في مجالنا (مجال الاغنية) منعدم لكن يبقى الأمل موجودا. - لماذا في رأيك طغت الرداءة على الجودة؟ * لأننا نعيش انحطاطا كبيرا في الأخلاق وانعداما شبه كلي للمبادئ والقيم، وهذا كله راجع إلى فقدان الحس الوطني.. فكل عطاء يأتي من حب الوطن.. فعندما نحب الوطن نخلص له في العمل ونعطيه الأروع والأجمل دوما. - - في جملة مفيدة، ما هو الفن بالنسبة إليك؟ * الفن مترجم لكل أسرار الحياة ومادة روحية ضرورية.. - المرأة؟ * هي الحياة باعتبارها واهبة للحياة. - وماذا تقول عن الأمل؟ * لولا الأمل لأنتصر الموت على الحياة.. ولتوقفت الحياة وانعدمت. - وماذا عن النجومية؟ * هي خصوصية ليست في متناول الجميع وليست في متناول أي فنان فلا يمتلكها إلا المبدعون... - ماهي أهم ميزة في شخصيتك؟ * الصبر والتسامح، فبفضلهما انتصرت على الكثير المشاكل وحولت أعدائي الى اصدقاء. - وبالأمل نختتم، ما تريد أن يتحقق؟ * أريد للجزائر أن تبقى شامخة دائما لأن الجزائر اسم كبير بتاريخه وحضارته ورموزه.. وعلينا المحافظة عليها والعمل لأجلها والتضحية إذا لزم في سبيلها، لأنها بالفعل هي الأمل وهي الحلم الجميل الذي ترعرعنا بين أحضانه، وسنسعى لرد الجميل إلى هذا البلد الأصيل الذي ليس لنا بديل عنه... وشكرا على حسن الاستضافة-.