وكانت الفنون الجزائرية التي تتمايز ما بين الأشعار البدوية لفرقة "أشعار الحضنة" والأصوات المختلفة القادمة من منطقة القبايل والمواويل الشعبية والراي والمالوف سيدة حفل أمس، الذي تابعه جمهور غفير يتقدمه سفير الجزائر بالدوحة عبدالفتاح زياني وعدد من مسؤولي وزارة الثقافة والفنون والتراث، وبعض أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد بدولة قطر، حيث كانت البداية مع فرقة أشعار الحضنة برئاسة الأستاذ عبدالرشيد المرنيز، والتي أشعلت المسرح من خلال أدائها لمجموعة جديدة من الأغاني البدوية التي تغنت بالفروسية والشجاعة والشهامة والصداقة والتي تفاعل معها الجمهور، علما أن فرقة "أشعار الحضنة" القادمة من مدينة المسيلةالجزائرية تعتبر من الفرق التي تهتم بتراث منطقة الحضنة، وتسعى إلى ترقيته والمحافظة عليه.الجزء الثاني من الحفل عرف أداء مجموعة من المطربين الجزائريين لألوان مختلفة من الفنون الغنئاية، حيث كانت البداية مع الفنان عبدالحكيم بوعزيز الذي أطرب الحاضرين بعدد من أغاني المالوف، وهو الأستاذ الذي يعمل على توثيق هذا النوع من الغناء خاصة التراث القسنطيني (نسبة إلى مدينة قسنطينة شرق الجزائر)، وأسهم في أدائه معرفته بهذا اللون الغنائي الذي يلحن فيه ويكتب الكلمات، ناهيك عن إصداره لحوالي 25 ألبوما غنائيا في هذا اللون.الأغنية العصرية والأمازيغية كانت أيضا حاضرة بقوة من خلال الصوت النسائي القوي الفنانة نادية بارود، التي قدمت مجموعة جديدة من الأغاني والتي تفاعل معها الجمهور، خاصة أن نادية بارود من الفنانات اللواتي نجحن في إثبات حضورهن بقوة في هذا المجال، بعد أن نجحت في إبراز قدراتها الصوتية التي أهّلتها لتمثيل الجزائر في عدد من الملتقيات الوطنية والدولية، ناهيك عن إصدارها لعدد من الألبومات.الفنان محمد لعراف كان أيضا من بين نجوم الحفل الفني ليلة أمس الخميس، من خلال أدائه لمجموعة من الأغاني العصرية الجزائرية وكذا لعدد من المواويل الطربية التي عرف بها، وهو الفنان المولوع بأداء أغاني الكبار من الفنانين العرب منذ بدايته الفنية عام 1982 عندما نجح في الحصول على الجائزة الأولى في أحد البرامج، بعد أن تفوق في أداء قصيدة "الأطلال" لسيدة الطرب العربي أم كلثوم، ليغني منذ ذلك الحين عددا من الأغاني ويتعاون مع كبار الملحنين داخل وخارج الجزائر، أمثال أميل عقيقي وأسعد خوري وأحمد فتحي وغيرهم.ومرة أخرى، وبعد الحفل الافتتاحي الذي سجل فيه حضورا بارزا، عاد عميد الفنانين الجزائريين الفنان محمد لعماري مرة أخرى إلى خشبة مسرح قطر الوطني، ليعانق الميكروفون ويطرب الجيل الجديد بأغانيه التي تمتد على مدى زمن يتجاوز ستة عقود، قدم خلالها أزيد من 152 أغنية من أشهرها أغنيته "أنا حرة في الجزائر"، والتي أداها عام 1972 رفقة الفنانة الجنوب إفريقية الكبيرة الراحلة مريم ماكيبا، علما أن الفنان محمد لعماري له رصيد هائل من الأغاني التي ما زال الجمهور يتفاعل كلما صدح بإحداها.حضور الشاب محفوظ الذي لمع نجمه في سماء الأغنية الجزائرية خاصة أغنية "الراي"، أعطى مذاقا آخر لليلة أمس، خاصة أن الشاب محفوظ أصبح من نجوم الراي الذين ولدوا ولادة ثانية منذ أن تغنى بالمنتخب الوطني الجزائري وقدم له أغنية "وان، تو، تري.. فيفا لالجيري"، بمناسبة تأهل المنتخب الجزائري إلى نهائيات كأس العالم التي تنطلق الشهر المقبل بجنوب إفريقيا، علما أن بداية الشاب محفوظ يرجع إلى الثمانينيات وقدم منذ ولوجه هذا المجال حوالي 27 ألبوما، غير أن أغنيته الأخيرة فتحت له أبواب المجد، ليكون من بين النجوم التي تلألأت ليلة أمس، في انتظار ليلة يوم غد السبت التي ستعرف عودة نفس الأسماء لإحياء الحفل الختامي للأسبوع الثقافي للمهرجان، رفقة فرقة البالي الوطني الجزائري في ختام يترقب أن يتابعه جمهور كبير.