أهالي مالي سيلتفون وراء حركة أزواد و يطردون الجماعات الجهادية أكد المحلل الأمني, اعمر بن جانة, أن ”سعي الطوارق في الحركة الوطنية لتحرير الأزواد لطرد الجماعات الجهادية من شمال مالي نصر كبير للجزائر, لاسيما بعد جنوح حركة أنصار الدين للمفاوضات, ما سيساعد كثيرا في طرد الجماعات المتطرفة من المنطقة”. قال العقيد السابق في الجيش الشعبي الوطني, أعمر بن جانه, في تصريح ل”الفجر”, إن استبعاد التدخل العسكري في شمال مالي في ظل المعطيات الراهنة صعب جدا, رغم جنوح الحركات اللائكية إلى الحل السلمي بعد إعلان جماعات الطوارق في الحركة الوطنية لتحرير أزواد استعدادها للمشاركة في أي عمل عسكري يستهدف اجتثاث المجموعات المتطرفة من شمال البلاد. وشدد عضو المركز الوطني للبحوث الإستراتيجية والأمنية, على أهمية هذا القرار, لأنه سيساعد كثيرا في اجتثاث الجماعات المسلحة من المنطقة, لعدة اعتبارات أهمها أن أهالي مالي سيلتفون وراء الحركة الوطنية لحركة تحرير أزواد ويشاركون في الحرب ضد الجماعات المتطرفة بالمنطقة, كما أن الأزواديين من أبناء المنطقة أدرى بتضاريس المنطقة ما سيسهل المهمة كثيرا, مستبشرا في ذات السياق بجنوح حركة أنصار الدين للمفاوضات, بعد إرسال موفدين عنها مؤخرا للجزائر وبوركينافاسو, ما يعني أن انسلاخ الجماعات اللائكية عن الحركات الإرهابية والتوصل إلى حل يرضي السلطة المركزية وهذه الجماعات بعد الجلوس إلى طاولة الحوار. وأكد المتحدث ذاته أن الجزائر تفرق جيدا بين الجماعات التي تناضل من أجل حقوقها كحركة الأزواد وأنصار الدين وبين المجموعات الإجرامية الأخرى, التي تعتبر دخيلة على المنطقة, والتفاوض سيساعد بما لا يدع مجالا للشك للتوصل إلى حل بعيدا عن خطر الجماعات المتطرفة. وشدد بن جانة على أن جنوح جماعة أنصار الدين للمفاوضات مكسب كبير للجزائر ونجاح لدبلوماسيتها, خاصة وأنها تناضل من البداية ضد التدخل العسكري في المنطقة لأن أي تدخل مفروض على أهالي المنطقة, سيستفزهم وسيعتبرونه عدوانا خارجيا ومن غير المستبعد مشاركتهم في الحرب ضد هذا العدوان, ما سيزيد الأمور تأزما في المنطقة. وقال العقيد السابق في الجيش إنه يتوجب انتظار قرار الأممالمتحدة بشأن التدخل العسكري, لمعرفة طبيعة التدخل العسكري وشكله وعدد القوات التي سيتم إرسالها للمنطقة, لأن الأمر على قدر كبير من الأهمية. وفي رده على سؤال حول قدرة الجزائر على تأمين حدودها من تدفق الجماعات الإرهابية في حال اندلعت الحرب بشمال مالي, أكد بن جانة أن الجيش الشعبي الوطني جاهز وقادر على حماية حدوده من كل الجهات, لكن الظروف التي يعرفها جنوب البلاد يجعلها تؤمن هذه المنطقة بشريا وتقنيا أكثر.