كشفت مصادر ”الفجر” أن حركة تحرير ”الازواد” تصالحت أخيرا مع الجيش المالي بعد سلسلة من المفاوضات بدأتها باستدعاء عناصرها المنشقين عنها، وتمكنت من إقناع خصمهم السابق بضرورة توحيد الصفوف لمحاربة العدو المشترك الذي عاث فسادا في أرضهم، وأعلنوا حسن النية بتخليهم النهائي عن حلم الاستقلال الذي لطالما راودهم وعزوفهم عن محاربة الجيش المالي. حسب مصادرنا، فإن ”بلال آغ شريف” الناطق الرسمي باسم الطوارق والذي أوكلت إليه مهمة لم شمل المقاتلين وجمع مختلف أطياف الحركة قد راسل الجيش المالي بعد الانتهاء من مهمة استدعاء القادة المنشقين عن الحركة والذين ضاقوا ذرعا من الهزائم المتتالية لجماعتهم في صراعها مع الحركات الإسلامية المسلحة بقيادة تنظيم ما يعرف بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، والتي فوضت حركة أنصار الدين للسيطرة على شمال المالي وفرض المنهج الإسلامي في الحياة المدنية. ونجح في إقناعهم بالعودة إلى الديار بعدما غادروا الأراضي المالية باتجاه النيجر وموريتانيا. وأضافت المصادر إلى أن ”اغ شريف” عمد بعدها إلى التفاوض مع الجيش المالي الذي يتواجد هو الآخر في وضعية كارثية وأضحى مهددا بالتلاشي وإمكانية وضعه تحت سلطة قوات الايكواس في مقابل تخلي الحركة عن حلم الاستقلال الذي ناشدته لعقود طويلة من الزمن ودخلت لأجله في حروب مستمرة مع النظام عرفت أوجها خلال التسعينات قبل أن تتدخل الجزائر لتسوية النزاع القائم بين الأطراف المتصارعة، لتنتفض مجددا قبل أشهر فقط، لكنها تمكنت هذه المرة من السيطرة على الشمال المالي لتصدم بسحب البساط من تحتها من طرف الجماعات الإرهابية المسلحة التي لم تنتظر كثيرا لتطردها منها. وأضافت مصادرنا أن الجيش المالي وقادة الحركة اضطرا للاتفاق بغية طرد العدو المشترك الذي يعتبرانه غريبا عن أرضهم ممثلا في الجماعات الإرهابية المسلحة والتي ساعدت الطوارق في البداية على فرض سيطرتهم على إقليم الازواد لتكشف عن مخططها البعيد بمجرد تحقيق مبتغاها وأعلنت الحرب على مقاتلي الازواد وسيطرت على كامل شمال مالي. وكانت مصادر ”الفجر” قد كشفت فيما مضى أن حركة تحرير الازواد راسلت عددا من قيادييها المنشقين عنها للعودة مجددا إلى الحركة، لتدارك الضعف الذي آلت إليه بفعل تخليهم عنها في مقابل تزايد قوة الحركات الجهادية التي تعتبرها دخيلة على إقليمها والتي أزاحتها تماما من المناطق التي سارعت إلى إعلان السيطرة عليها بعد الإطاحة بالنظام الذي كان قائما في مالي، حيث شق رئيس أركان حركة الازواد العقيد محمد اغ ناجم عصا الطاعة عن جماعته وفر مع ذراعه الأيمن العقيد ”الصلاه” نحو النيجر مخلفا الطوارق في وضعية كارثية بعدما فقدوا قائدهم العسكري في اشد الأوقات حاجة إليه ومعه قبيلتا ”ادنان ”و”شامنماش” اللتان تمثلان أساس الجماعات المتمردة بعدما تعرضوا لاشتباكات متسلسلة في الفترة الأخيرة من طرف الجماعات الإسلامية المسلحة والتي كبدتها خسائر في الأرواح كاد يذهب ضحيتها أمين عام الحركة بلال اغ شريف.