“أنصح حاليلوزيتش بالاعتماد على لاعبي الخبرة في المنافسة القارية المقبلة" شدد المدرب السابق للمنتخب الوطني رابح سعدان على ضرورة تحقيق مشاركة مشرفة في نهائيات كأس أمم إفريقيا القادمة بجنوب إفريقيا، معتبرا أن المنتخب الوطني يعد من بين أقوى المنتخبات في القارة السمراء، وعليه عدم الاكتفاء بلعب أدوار ثانوية في البطولة، ولعب ورقة اللقب. واستغلت “الفجر” حضور شيخ المدربين حفل تتويج صانع ألعاب جمعية الشلف محمد مسعود بلقب الحذاء الذهبي التي تمنحه يومية الخبر الرياضي لهداف البطولة من أجل التطرق معه إلى العديد من المواضيع التي تهم المنتخب الوطني، ومشاركته القادمة في نهائيات كأس أمم إفريقيا جانفي القادم. المدرب رابح سعدان أهلا بك، أنت هنا من أجل تكريم اللاعب المميز محمد مسعود كهداف للبطولة الوطنية، ما هي الكلمة التي توجهه لنجم الشلف ؟ أولا أهنئ مسعود على الجائزة التي يستحقها بكل جدارة، إنه لاعب مميز ويستحق أكثر من تتويج نظير تألقه الدائم منذ سنوات وعبر العديد من الأندية الوطنية، الحظ لم يسعفه من أجل الاحتراف بأوروبا، ومستواه يؤهله لذلك. العديد يلومك بخصوص عدم توجيه الدعوة لمسعود من أجل تقمص ألوان المنتخب الوطني، ألا ترى أن لاعبا كبيرا بقيمة وإمكانات مسعود لا يستحق اللعب للمنتخب الوطني، خاصة لما كان في أوج عطاءاته قبل سنوات قليلة من الآن، وإن كان يستحق فلماذا لم تستدعه عندما كنت مدربا للمنتخب الوطني؟ صراحة مسعود لاعب كبير، ويستحق أن يكون دوليا، لكن الفرصة لم تتح له، بسبب خيارات فنية، ووجود أسماء في منصبه تلعب في أوروبا، ولديها تجربة كبيرة، لقد شارك في كأس أمم إفريقيا للمحليين، وتألق بشكل ملفت، وأرى أنه كان من الأجدر له الاحتراف خارج أرض الوطن، من أجل تطوير مهاراته أكثر. الشيخ رابح، بالنسبة للاعبين المحليين، المدرب البوسني وحيد حاليلوزيتش يعتمد حاليا على العديد من لاعبي البطولة الوطنية، ويستدعي الكثير من الأسماء الجديدة في كل لقاء، وهو أمر لم يكن يحدث معك، حيث كان اعتمادك على المحليين محدودا، ألا ترى أن لاعب البطولة الوطنية بإمكانه المنافسة على ضمان مكانة في المنتخب، أم أنك ترى أن مستوى البطولة لا يزال ضعيفا من أجل الاعتماد عليها في ضم لاعبين للمنتخب؟ اختيار لاعبين للمنتخب الوطني لا يعتمد على مستوى البطولة الوطنية إن كانت قوية أو ضعيفة، فحتى لو كانت ضعيفة المستوى، فهذا لا يمنع من وجود لاعبين ذوي مستوى كبير، أرى أن اختيار لاعب للتشكيلة الوطنية يعتمد على العديد من المعايير، وليس لاعبا محترفا أو محليا، كما أن المدرب الوطني يحدد قائمته لاعتبارات فنية بحتة دون ضرورة اختيار لاعبين من البطولة أو لا. المنتخب الوطني تأهل لنهائيات كأس أمم إفريقيا، وتمكن من ضمان العودة للعرس الإفريقي الذي غاب عنه في الدورة السابقة، كيف ترى طموحات الخضر في الكان القادم؟ المنتخب الوطني لديه اسم مرموق في القارة السمراء حاليا، ويعتبر من أقوى وأحسن المنتخبات، وبالتالي فهو مطالب بضمان مشاركة إيجابية في الكان القادم، خاصة وأن العديد من الظروف تقف إلى جانبنا من أجل تحقيق إنجاز كبير في الكان. وما هي الظروف التي تقف إلى جانب المنتخب الوطني في الكان القادم؟ لدينا حاليا تركيبة من الأسماء القوية التي تنشط في خيرة النوادي الأوربية، وهو أمر لم يكن موجودا سابقا، كما أن المنتخب الوطني يملك مدربا كبيرا وعالميا، وفضلا عن الظروف الفنية، فإن العوامل المناخية ستكون إلى جانبنا في كان جنوب إفريقيا، بالنظر إلى أن أحوال الطقس هناك ستكون شتوية، ولن يكون هناك أي إشكال يخص الإرهاق والحرارة التي تعد من بين أبرز العراقيل التي تواجه منتخبات شمال إفريقيا في إفريقيا. المنتخب الوطني متواجد في مجموعة صعبة للغاية، تدعى مجموعة الموت إلى جانب منتخبات مرشحة للفوز على اللقب، وهي ساحل العاج، تونس والطوغو، كيف ترى حظوظ المنتخب ؟ المهمة لن تكون سهلة وهو أمر معروف، لكننا نملك فرصا كبيرة من أجل حجز إحدى بطاقتي المرور للدور القادم، والذهاب إلى أدوار أبعد في المسابقة. وكيف تقيم مستوى المنتخبات الأخرى في مجموعتنا؟ صراحة منتخبات تونس، الطوغو وساحل العاج منتخبات كبيرة وليست في حاجة للتعريف أو الإشادة، والمهمة لن تكون سهلة بالنسبة لنا. الكثير يرى أن اللقاء الافتتاحي أمام المنتخب التونسي سيكون مفتاح التأهل للدور القادم، باعتبارك واجهت تونس في العديد من المرات، وتعرف منتخبها جيدا، هل ترى أن لقاء تونس هو أهم لقاء في الكان، وأننا قادرون على تجاوز نسور قرطاج؟ أنا شخصيا أرى عكس ذلك، فلقاء تونس سيكون بثلاث نقاط مثله مثل لقاءي الطوغو وساحل العاج، حيث سيكون علينا اللعب من أجل الفوز، حتى في اللقاء الأخير أمام كوت ديفوار، ولذلك فإن نتيجة تونس لن تحدد مصيرنا بشكل نهائي، وفرصنا ستبقى قائمة حتى اللقاء الأخير، كما أن التأهل لا يحسم بالفوز على تونس فقط. بالنسبة للتعداد الوطني الذي سيحمل طموحات الشعب الجزائري في كأس أمم إفريقيا القادمة، أنت شخصيا طالبت بإعادة بعض الأسماء كزياني مثلا، هل أنت ترى أن بعض كوادر الخضر السابقين لديهم مكانة في جنوب إفريقيا؟ نعم، أرى ذلك، وأريد أن أشير إلى شيء هام وهام جدا، وهو أن نهائيات كأس أمم إفريقيا تختلف تماما عن لقاءات التصفيات التي تلعب ذهابا وإيابا، فلقاءات الكان تلعب في لقاء واحد يحدد كل شيء، وكل الضغط يكون مفروضا على اللاعبين في 90 دقيقة، وهو ضغط كبير جدا، ولا يتحمله اللاعبون الذين يفتقدون للخبرة الإفريقية اللازمة، ولم يسبق لهم خوض منافسات ذات المستوى العالي، لذلك أنصح المدرب الوطني بالاعتماد على لاعبي الخبرة بدرجة كبيرة، لأن الخبرة لديها دور هام في الكان. إذا فأنت ترى أن الخبرة تعتبر العامل الحاسم في الكان؟ لا أرى أن العزيمة والإرادة الكبيرة من أجل تشريف الألوان الوطنية، هي من ستصنع الفارق في جنوب إفريقيا، والمنتخب الوطني تألق دائما بفضل الروح المعنوية العالية للاعبيه، وعزيمة المحاربين، وهو سر تفوقنا على ساحل العاج في آخر لقاء جمع الفريقين في كان 2010.