"الفاف حددت نصف نهائي الكان كهدف وربع النهائي ليس سيئا" أعرب مدرب المنتخب الوطني، وحيد حليلوزيتش، عن رضاه التام بمشواره على رأس العارضة الفنية للخضر منذ توليه زمام العارضة الفنية في جوان 2011 إلى غاية اللقاء الأخير أمام ليبيا، وتحقيق التأهل إلى كأس إفريقيا القادمة. وأوضح حليلوزيتش، في حوار مطول مع راديو فرنسا الدولي، أنه يأمل في أن يتواصل الأداء الجيد للخضر مستقبلا، كاشفا أن الفاف حددت نصف النهائي كهدف للخضر في الكان القادم. كما كشف عن صعوبة عمله مع المنتخب الوطني بسبب الصراعات التي وجدها داخل التشكيلة الوطنية لدى استلامه قيادة المنتخب، لكنه أكد أنه نجح في وضع الأمور في مسارها الصحيح بفضل عمل شاق، نجح من خلاله في بناء منتخب منسجم وقوي يضم مزيجا من اللاعبين المحترفين ولاعبي البطولة. لقد حققت أول أهدافك مع المنتخب الوطني الجزائري، ونجحت في قيادته للتأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا القادمة بجنوب إفريقيا، كيف ترى التأهل المحقق؟ نحن جد سعداء بالنتيجة المحققة، التأهل للكان هو نجاح هام بالنسبة لنا، وثمرة نجاح أشهر من العمل الجاد والمتواصل، وبصفتي مدربا للمنتخب الجزائري فأنا راض عن المشوار المقدم حتى الآن. كيف تحلّل الفوزين المحققين أمام المنتخب الليبي ذهابا وإيابا؟ لقد لعبنا مباراتين صعبتين وكنا نعرف قوة المنافس مسبقا، منتخب ليبيا لديه إمكانيات كبيرة وسبق له أن فاز على الكاميرون والسينغال ومشوارهم في كأس أمم إفريقيا الماضية كان مثيرا للاهتمام، وكنا على دراية أنه سيخلق لنا بعض المشاكل، لديه لاعبون جيدون، أنه يملك فرديات جيدة سببت لنا مشاكل في اللقاءين، لكن الأمر المميز فيه والمثير للدهشة هو عقلية بعض لاعبيه الاستفزازية داخل الملعب والتي عانينا منها في لقاء الذهاب، الأمر الذي جعل لقاء العودة يلعب تحت ضغوط كثيرة خوفا من تجاوزات قد تخرج اللقاء عن مساره الكروي، هذه الضغوطات إضافة إلى ما قام به الليبيون قتلت لقاء العودة في البليدة، لقد كنت متخوفا من أن تنزلق الأمور بسبب الضغط الزائد، ورغم ذلك قدمنا مباراة جيدة رغم أن الليبيين قتلوا نوعا ما الفرجة في نهاية اللقاء، شعرت بالحزن على الأنصار الذين توافدوا بكثرة. هل يمكن أن تشرح لنا كيف نجحت في بناء منتخب مزيج بين اللاعبين المحليين وأولئك الذين ينشطون في البطولات الأوروبية؟ لقد قمت بعمل كبير وشاق مع المنتخب الجزائري من خلال متابعة اللاعبين ومشاهدة الفيديو الخاص بهم واختيار أحسن اللاعبين في الجزائر والذين يستحقون الاستدعاء، وهو الأمر الذي أخذ مني الكثير من الوقت حيث سافرت كثيرا وشاهدت العديد من أشرطة الفيديو، أحاول دائما اختيار أفضل اللاعبين الجزائريين الذين بإمكاني استدعاؤهم، لذلك سافرت كثيرا وشاهدتهم عن قرب، لقد شعرت بأنه كان من الواجب عليّ إعادة بناء المجموعة، وهو ما تطلب وقتا كبيرا، حاولت أن أجلب شيئا جديدا بفلسفتي الخاصة التي تعتمد على الهجوم، والتي تختلف عن فلسفة المدرب السابق التي كانت تعتمد على الدفاع فقط. لذا كان تحديا صعبا، ورغم ذلك نجحنا في تحسين القوة الهجومية للخضر من خلال تسجيلنا 21 هدفا في 10 مباريات بمعدل أكثر من هدفين في كل لقاء، إضافة إلى هذا فإن الأجواء داخل المجموعة تغيرت ومليئة بالنشاط والحيوية، وهي أمور واضحة للعيان في التربصات وأنا سعيد بالأمر كثيرا. هل ترى أنك قد نجحت في بناء منتخب جزائري جديد قادر على التألق لعدة سنوات قادمة؟ نعم. بطريقة أخرى المنتخب ولد من جديد. ولكن يجب علينا أن نواصل العمل بشكل أكبر لتقديم كأس أمم إفريقيا جيدة وأبواب المنتخب لن توصد في وجه أي لاعب وستبقى دائما مفتوحة. لدي خبرة جيدة في إفريقيا مكنتني من معرفة أنه دائما لما يصبح أي لاعب أساسيا في سن العشرين مع المنتخب يصبح من الصعب تنحيته مستقبلا وهذا لا أقبله، كرة القدم تلعب في الحاضر، هذه الفلسفة سبق وأن طبقتها مع المنتخب الإيفواري وها أنا أطبقها مجددا مع المنتخب الجزائري، لدي فريق شاب إلى حد ما يفتقر للخبرة. أنا لا أعرف كم من الوقت سوف أبقى أعمل مع الجزائر، ولكن أعتقد أن هذه المجموعة ستلعب لست سنوات. ما هي أهم الأمور التي ستعمل على تحسينها مستقبلا؟ كما عانينا من بعض الإصابات في صفوف اللاعبين، دفاعنا المحوري لم يختبر كثيرا حتى الآن، وهذا يعني أنني لا أملك التشكيلة المثالية بعد، يجب علينا التركيز على الجانب البدني وتعويد اللاعبين على عدم الخوف من الدخول في صراعات فردية والعمل على الفوز بها، الشيء الجميل هو أن اللاعبين يطبقون الأوامر وهذا ما يجعلني متفائلا. ما هو رأيك في تونس والمغرب بشكل خاص، وكذلك كرة القدم الإفريقية بصفة عامة؟ تونس والمغرب منتخبان جيدان، وأنا سعيد لرؤيتهما في كأس إفريقيا المقبلة. ومعظم المنتخبات القوية في القارة السمراء باستثناء الكاميرون. ولكن الكاميرون لديهم حالة خاصة. لديهم مشكلة في السلطة. إنه من المؤسف أن الكاميرون لن يشارك لأنه يستحق مكانة في الكان المقبلة. نفس الشيء بالنسبة لمصر، الوضع السياسي معقد في بلادهم والبطولة متوقفة، ما أثر كثيرا على منتخبهم، الأهم هو أن معظم الفرق القوية متواجدة. ما هي أهدافك مع الخضر خلال كأس إفريقيا للأمم المقبلة ؟ في العقد الذي يربطني مع الخضر، يلزمني التأهل إلى نصف نهائي الكان على الأقل، ومع ذلك فإنني أرى أن بلوغ ربع النهائي أمر جيد، نتواجد في المستوى الثالث مع المغرب، النيجر وبوركينافاسو، وستكون عملية سحب القرعة صعبة جدا، مما ستسفر عليه من مجموعات قوية، سنرى كل شيء بعد القرعة، كما أقولها دائما للاعبين يجب علينا البقاء متواضعين، الشيء الذي يسمح لنا بالتقدم والذهاب بعيدا.