نظمت مجلة حراء التركية، سهرة أمس الأول، ندوة فكرية برياض الفتح حول ”فكر فتح الله كولن” بحضور السفير التركي بالجزائر وعدد من المثقفين والإعلاميين. الندوة افتتحها الأستاذ نواز صواش، المشرف العام لمجلة ”حراء” التركية والذي أشار في كلمته إلى أهمية سلسلة الحوارات الفكرية التي تنظمها المجلة عبر عدد من الأقطار العربية فبعد المغرب جاءت ندوة الجزائر التي توقفت عند عدد من الكاتبات حول فكر الإستاد فتح الله كولن، حيث قدّم كل من الدكتور عشراتي الشيخ والدكتور بابا أعمر من الجزائر والأستاذ الدكتور فؤاد البانا من جامعة تعز باليمن، حيث قدّم هؤلاء حصيلة تجربتهم الفكرية وتأملاتهم في فكر ومنج فتح الله كولن. واغتنم الدكتور عشراتي الشيخ فرصة الحديث عن كتابه عن ”البعد الحضاري في فكر فتح الله كولن” ليؤكد الأهمية الحضارية التي يكتسيها فكر هذا الرجل صاحب النظرة والمدرسة القائمة على أهمية الاستثمار في الإنسان مهما كان وأينما كان. وقد عرّج الأستاذ عشراتي على الرهانات الكبرى التي تعيشها الأمة الإسلامية اليوم والتي هي بأمس الحاجة إلى استلهام فكر وتجربة فتح الله كولن مذكرا بأهمية فكر الرجل الذي استلهمت منه تركيا الحديثة نموذجها فكانت خير تجربة على قدرة الإسلام في التأقلم مع المعطيات العصرية بكل أبعادها، وقد كانت أيضا المناسبة مواتية للمتدخلين للكشف عن ما يمثله فكر الرجل خاصة في الفترة الراهنة التي تقوم على التكتلات الدولية والإقليمية التي تقدم الإسلام على أنه دين تعصب وإقصاء في حين كان فتح الله كولن نموذج المثقف والمفكر الذي أقام مدرسة وسطية إنسانية تعبر بحق عن جوهر الإسلام الحضاري. وللإشارة فإن ندوة رياض الفتح تأتي في إطار سلسلة المحاضرات واللقاءات الدولية حول فكر فتح الله كولن، حيث يرتقب أن يحتضن نزل الهيلتون غدا وبعد غد ملتقى دوليا حول فكر كولن ومالك بن نبي، حيث تتقاطع تجربة الرجلين ونظرتهما تجاه الاستثمار الحضاري في الإنسان والبعد الفكري للدين الإسلامي أو الإسلام الحاثي حيث كان كولن يتناول الدين في إطاره المجتمعي والفكري بما يتكيف مع متطلبات المسلمين في محيطهم العملي، العلمي والحياتي دون أن يجعل من الدين قواعد محنطة، وهي نفس الفكرة والاتجاه الذي تبناه بن نبي، في تحليله للإبعاد الحضارية والعناصر المطلوبة في أي إقلاع فكري ونهضوي والتي لا يمكن بأي حال من الأحوال بناؤها بدون الإنسان في كينونته الكلية.