كشف تقرير منظمة العمل الدولية الصادر، أول أمس، أن ربع الشباب الفرنسي بدون منصب شغل وأن تداعيات أزمة الأورو جعلت فرنسا تعيش أعلى مستوى بطالة في تاريخها منذ 15 سنة، في حين كشف خبراء اقتصاديون أن معظم قرارات التسريح التي باشرتها المؤسسات الفرنسية استهدفت المهاجرين بالدرجة الأولى. قال الخبير الاقتصادي فارس مسدور أن تطور تداعيات الأزمة الاقتصادية في فرنسا دفع بنصف الفرنسيين والجزائريين الذين يعيشون هناك إلى التقوت من المزابل، في ظل تفاقم مشكلتي البطالة والفقر، مشيرا إلى أن المؤسسات الفرنسية تسعى إلى تسريح العمال الجزائريين بالدرجة الأولى بسبب الإجراءات التقشفية التي باشرتها، وكذا للمحافظة على مناصب عمل الفرنسيين الذين لم تشمل الإجراءات الأخيرة نسبة كبيرة منهم. قال ذات الخبير في تصريح ل”الفجر” أن الأزمة الخانقة التي تعيشها فرنسا دفعت بالمؤسسات الاقتصادية هناك إلى إصدار تعليمات صريحة بتسريح الجزائريين والمغاربة في إطار الإجراءات التقشفية التي باشرتها، والاحتفاظ فقط بالعمال الذين يمتلكون جنسية فرنسية، وهو ما دفع بعدد كبير منهم إلى التقوت من المزابل والتسول لضمان لقمة العيش. وكشف آخر سبر آراء ل”سي أس آ” الفرنسية أن فرنسيا من بين إثنين يواجه ظروفا صعبة ويتوقع استمرار الأزمة الاقتصادية ببلاده إلى غاية نهاية سنة 2015. كما أبرزت نتائج سبر الآراء تخوف نصف الشعب الفرنسي من المصير الذي ينتظرهم خلال 2013 بسبب الظروف الاقتصادية التي يمرون بها. وحسب ذات التقرير فإن نصف الفرنسيين يتوقعون استمرار الأزمة حتى نهاية عام 2015 على الأقل، في حين أن حوالي 6 من كل 10 أفراد يعتقدون أن السياسة الاقتصادية والاجتماعية للحكومة الفرنسية ”سلبية” وستؤثر عكسيا على وضعهم المالي عام 2013. ووفقا لدراسة نشرت مؤخرا بوسائل الإعلام الفرنسية، فإن الأغلبية النسبية من الفرنسيين يتوقعون أزمة اقتصادية خانقة عام 2013، في حين أنه وتبعا لما أوردته منظمة العمل الدولية، فإن معدل البطالة سجل ارتفاعا بنسبة 0.1 بالمائة ليبلغ 10.3 بالمائة، أما معدل البطالة لدى الشباب دون سن الخامسة والعشرين فسجل ارتفاعا بمعدل 1.3 بالمائة ليبلغ 24.9 بالمائة، ما يعني أن شابا من كل أربعة شباب عاطلون عن العمل.