شرعت حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية، أمس الأحد، في محادثات رسمية مع ممثلي حركة ”أم23” المتمردة في العاصمة الأوغندية كامبالا، في محاولة لإيجاد حل سلمي للأزمة الأمنية التي تعيشها البلاد منذ ثمانية أشهر، وسط رفض قوات المعارضة المشاركة فيها. وكان من المقرر أن تجرى المحادثاث يوم الجمعة إلا أنه تم تأجيلها نظرا لتأخر انتقال وفد ”أم23” لأسباب لوجيستية إذ لم تتمكن عناصره من الوصول إلى كامبالا، إلا يوم السبت، بينما كان وفد الحكومة الكونغولية قد حل في العاصمة الأوغندية الأربعاء الماضي تحسبا للقاء. وستجري الحكومة الكونغولية مباحثات مع ممثلي الحركة المتمردة بهدف إعادة الأمن إلى شرق البلاد الذي يسيطر عليه المتمردون منذ ثمانية أشهر. فقد كان عناصر حركة (مارس23) قد فرضوا سيطرتهم على مدينة ”غوما” الاستراتيجية في شمال كيفو في ال20 نوفمبر الماضي لأكثر من عشرة أيام قبل أن يعلنوا انسحابهم منها السبت الماضي، بعد وساطة من دول البحيرات العظمى التي تضم كلا من ”أوغندا ورواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وتنزانيا وبوروندي وكينيا والسودان وأنغولا وإفريقيا الوسطى والكونغو وزامبيا”، وبعد قبول الرئيس الكونغولي جوزيف كابيلا فتح باب الحوار معهم إثر تزايد المخاوف من اندلاع نزاع جديد في كامل ربوع البلاد. واعتبرت حكومة الكونغو الديمقراطية قرار المتمردين الانسحاب من ”غوما” خطوة في ”الاتجاه الصحيح” لاحتواء المواجهات المتواصلة منذ عدة أشهر والتي خلفت العديد من الضحايا في صفوف المدنيين. ومن المقرر أن تتناول المحادثات في كامبالا تنفيذ اتفاق إدماج متمردي ”أم 23” في الجيش الكونغولي الذي تم توقيعه عام 2009 إثر اتفاق سلام مع كينشاسا قبل أن يعاود هؤلاء المتمردون انشقاقهم عنه بدعوى أن الحكومة الكونغولية ”لم تحترم التزاماتها”. وتتشكل حركة ”أم 23” أساسا من متمردين سابقين كونغوليين تابعين (لحركة المؤتمر الوطني للدفاع عن الشعب) وقد تم إدماجهم في الجيش بعد اتفاق مع كينشاسا إلا أنهم انشقوا عن الجيش في أفريل وباشرو حركة تمرد ضد الحكومة المركزية انطلاقا من شمال كيفو.