أدانت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الإنسان، أمس الأربعاء، شن الجيش السوداني لغارات جوية بلا تمييز وارتكابه انتهاكات خطرة للحق الإنساني الدولي في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق الواقعتين في جنوب البلاد. ودعت المنظمة الأممالمتحدة إلى إجراء تحقيق ومعاقبة المسؤولين عن الانتهاكات التي ارتكبت خلال هذه المعارك التي بدأت صيف 2011 عند استقلال جنوب السودان، عندما حاول الجيش فرض سلطته على مجموعات متمردة قاتلت إلى جانب الجنوبيين خلال الحرب الأهلية (1983-2005). وتقول الأممالمتحدة أن أكثر من 900 ألف شخص تأثروا بشكل عميق في النزاع، بينهم 240 ألف لاجئ في جنوب السودان أو إثيوبيا. وقالت المنظمة أنه ”منذ بداية النزاع، شنت القوات السودانية غارات جوية وعمليات قصف في مناطق مأهولة، ما أدى إلى مقتل مدنيين وألحق أضرارا بممتلكات مدنية”. وتوجه عدد من أعضاء المنظمة إلى مناطق المتمردين ومخيمات اللاجئين لكنهم لم يتمكنوا من دخول القطاعات التي تسيطر عليها الخرطوم. وتابعت أن ”الحكومة السودانية تبنت استراتيجية تعتبر كل السكان في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون أعداء وأهدافا شرعية بدون تمييز بين مدنيين ومقاتلين”. وتحدثت المنظمة عن مئات الغارات وعمليات القصف والهجمات الصاروخية في جبال النوبة الأقلية الإثنية التي تقود التمرد، بدون أن تذكر أي تقديرات لعدد الضحايا. وتابعت أن طائرات الجيش السوداني تلقي في أغلب الأحيان قنابلها المصممة لجرح أكبر عدد ممكن من الأشخاص، من ارتفاع عال بدون البحث عن هدف محدد. وتعذر الاتصال بالمتحدثين باسم الجيش والخارجية السودانية على الفور.