تعتبر كفالة اليتيم من أعظم أبواب الخير التي حثت الشريعة الإسلامية عليها، وقد جاءت آيات القرآن الكريم دالة على بيان فضل رعاية اليتيم وعظم أجر كافله، فقال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} (البقرة/الآية 215).. وقال الله تعالى: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ} (الضحى 9). وقد وردت أحاديث كثيرة في فضل كفالة اليتيم والإحسان إليه منها: عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا”، وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما (رواه البخاري). ومنها ما روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: “أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك”، وقوله صلى الله عليه وسلم: “أدنِ اليتيم منك وألطفه وامسح برأسه وأطعمه من طعامك.. فإن ذلك يلين قلبك ويدرك حاجتك”. وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن أردت أن يلين قلبك فأطعم المسكين وامسح رأس اليتيم”. فاليتيم هو من فقد والده صغيرا، وقد يموت الرجل عن أطفال قصر فيحرمون عطف الأبوة ويكونون في حاجة إلى الراعي، ولذلك أوصى الله سبحانه وتعالى خيرا باليتامى والمحافظة على أموالهم وحسن التصرف معهم. وقد جعل القرآن الكريم تعنيف اليتيم من التكذيب بالدين قال تعالى: “أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدّع اليتيم”. ومال اليتيم أولى بالرعاية والحفظ والاستثمار قال تعالى: “ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده”، ومعناها النهي عن قربان مال اليتيم بأي نوع أو حال إلا عند السعي لاستثماره واستعماله على وجه هو أحسن الوجوه بما ينفع اليتيم في حاضره ومستقبله بالطرق الشرعية، مما يعود عليه بالصلاح في نفسه وجسمه كالإنفاق منه على تربيته وتعليمه. كما أن إكرام اليتيم في بيت مسلم يسبب البركة فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “خير بيت المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه”.. ولماذا القهر لليتيم وقد وجد في الإسلام مدافعا عن حقوقه الاجتماعية والمالية. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا” وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى.