أرجع مختصون في الفن السابع المغاربي فشل مخططات واستراتيجيات التنمية في قطاع السينما بتونس، الجزائر والمغرب الى الإرادة السياسية التي جعلت السينما ”كبش فداء”، دون المجالات الاخرى، وهو ما خلق حالة من الركود والجمود في حركية صناعة الأفلام السينمائية بمختلف انواعها، كما اصبح غياب الدعم المالي من طرف الدولة شبحا يهدد بتوقف مسارها، ناهيك عن انعدام قوانين تحمي السينمائيين لاسيما في ظل الفراغ الموجود حاليا بين هؤلاء والدولة. ناقش، أمس، المخرج التونسي محمود بن محمود، الى جانب كل من ادريس شويكة ويمينة شويخ وحسان كشاش، خلال لقاء احتضنه فندق ”الروايال ” بوهران، حول السينما المغاربية” على هامش الطبعة السادسة لمهرجان الفيلم العربي، اشكالية التراجع الكبير في حركية السينما ببلدان المغرب العربي لاسيما بتونس، الجزائر والمغرب، في ظل المشاكل المشتركة التي تتعلق بالدعم، التوزيع، وغياب مبادرات سينمائية تكون قادرة على المنافسة اقليميا وعالميا، وان وجدت فهي مجرد محاولات فاشلة ، ونوه التونسي محمود في هذا الصدد الى الرقابة التي مارستها السلطة التونسية على الاعمال السينمائية ايام حكم بن علي، حيث نفى ان تضيف الثورة شيئا للسينما بعد زوال الحكم السابق قائلا ” لا علاقة بين الحرية والنوعية”، كما استعرض المتحدث مسار الفن السابع في تونس التي لم ترى النور خلال الحكم السابق نتيجة نقص تمويلها حيث كانت تستفيد بنسبة 35 بالمئة من التمويل العمومي، ناهيك عن اعتمادها على قوانين بالية تجاوزتها الأحداث ولا يمكن ان تكون صالحة لتفعيل السينما في تونس، بدوره أوضح المغربي إدريس شويكة، وكذا مشكل التوزيع الذي يعتبر من اكبر معوقاتها بالضافة الى نقص قاعات العرض التي تراجع عددها بنسبة مخيفة خلافا لكثرة في العهدة الاستعمارية، بدوره عالج المغربي إدريس شويكة اشكالية انسحاب التلفزيون من تمويل الانتاج السينمائي، الى جانب انعدام التمويل والتوزيع الجيد الذي تراجع خلال السنوات الاخيرة، وكذا انخفاض عدد قاعات العرض التي لم تتجاوز ال70 قاعة بعدما كانت سابقا حوالي 240 قاعة، بنسبة مشاهدة تقدر ب40 مليون متفرج، ولم يخف شويكة سعي الادارة المغربية الى خطة جديدة للتاعمل مع السينمائيين كشريك دائك في التنمية، من خلال تخصيص ميزانية للسينما تمس انشاء صناديق دعم قاعات العرض ورقمنتها، المهرجانات ومساعدة المستثمرين في هذا المجال، من ركزت المخرجة الجزائرية يمينة شويخ على تقارب تجارب السينما بين البلدان الثلاثة، سواء على مستوى المشاكل المطروحة والتي تكمن اساسا في التمويل والتوزيع وببناء فضاءات خاصة بعرض الافلام، مؤكدة بأن السينما المغاربية لا تزال تحتضر نتيجة غياب الارادة السياسة لحكومات دول المنطقة ونفص التعاون الثقافي بين مخرجيها وسينمائييها. وقد خلص المشاركون الى ضرورة تفعيل اتفاقيات الشراكة السينمائية المغاربية للخروج من الأزمة.