ذكرت مصادر مطلعة من قيادة جبهة القوى الاشتراكية، أن ”قرار زعيم الحزب حسين آيت أحمد عدم الترشح لعهدة جديدة على رأس هذه التشكيلة السياسية كان منتظرا، وقد سبق لقيادة الحزب وأن ناقشته في لقاء سابق لها، وكانت على دراية بالرسالة التي كان يحضرها آيت أحمد للقيادة الوطنية”. وأوضحت نفس المصادر، في تصريح ل ”الفجر”، أمس، أن ”موضوع خلافة حسين آيت أحمد ليس مطروحا في الظرف الراهن، وإنما يجري حاليا التحضير لعقد المؤتمر المقبل للأفافاس المرتقب شهر ماي أو جوان من السنة المقبلة، بعد أن كلّف رئيسه القيادة الوطنية بالعمل على ضمان التحضير الجيد لهذا الموعد الهام في حياة الحزب”. وقالت نفس المصادر، إن ”عدم رغبة آيت أحمد الترشح لعهدة جديدة على رأس الحزب يعود إلى تقدمه في السن، وهو السبب الذي حال دون تمكنه من مزاولة نشاطه الحزبي والسياسي وإشرافه على الأمور التنظيمية، مما سيؤثر سلبا على هياكل الحزب”، لكن هذا لن يمنع بعض الوجوه الجديدة من إبداء رغبتها من أجل خلافة أيت أحمد. وبالنسبة لقياديي الأفافاس فإن ”تخلي آيت أحمد عن رئاسة الحزب لا يعني انسحابه منه”، كونه ”أكد أنه سيبقى مناضلا في الحزب الذي أنشأه عام 1963، ووفيا له ولمبادئه والمساهمة في اتخاذ مختلف القرارات والمواقف التي تخص الحياة السياسية الوطنية”. وقال قياديو الأفافاس، إن ”مناضلي الحزب مطالبين أكثر من أي وقت مضى بالالتفاف حول قيادة الحزب، والاستمرار في الدفاع عن مواقفه ومبادئه والحرص على بقاء الأفافاس متماسكا لمواجهة كل العواصف التي من شأنها أن تضرب استقرار بيت الحزب”. وكان رئيس جبهة القوى الاشتراكية حسين آيت أحمد، قد أعلن في رسالة وجهها للمجلس الوطني للحزب المجتمع في دورة استثنائية، أول أمس، عن رغبته في عدم تقديم ترشحه لرئاسة الحزب خلال مؤتمره الخامس المقرر خلال الفصل الثاني من سنة 2013. وكتب آيت أحمد، الذي يعتبر أول معارض جزائري يؤسس حزبا بعد استقلال الجزائر، في رسالته يقول ”إن قناعاتي وحماسي لا يزالان كما كانا خلال الساعات الأولى من النضال قبل سبعين سنة خلت، ولكن أطوار الحياة تفرض نفسها على الجميع، وعليه دعوني أقول لكم إن الوقت قد حان لتسليم المشعل وأنني لن أترشح لرئاسة الحزب خلال العهدة المقبلة”. وأضاف الزعيم التاريخي للجبهة في رسالته ”لأجل ذلك أترك لكم من الآن عناية الحفاظ على نفس التوجه، وصون جبهة القوى الاشتراكية وتطويرها في إطار جماعي طبقا للروح التي ما فتئت تنير دربنا”. لكنه أكد أنه ”سيبقى مستمعا للمناضلات والمناضلين، وسيبقي على علاقة ثقة مع لجنة الأخلاقيات والأمانة الوطنية” التي طلب منها الشروع ”في الحال” في مسار تحضير المؤتمر الخامس لجبهة القوى الاشتراكية، من خلال تنصيب لجنة التحضير للمؤتمر الوطني و”العمل من أجل إنجاحه”.