كشفت مصادر مقربة من حزب جبهة القوى الاشتراكية أمس، عن انطلاق التحضيرات لعقد المؤتمر الخامس الخريف المقبل والذي سيشكل منعرجا كبيرا في تاريخ الحزب بإحداث تغييرات هيكلية في بنائه وكذا امكانية انتخاب خليفة للزعيم التاريخي حسين آيت أحمد. وذكرت المصادر نفسها أن قيادة الحزب كلفت الأمناء الفدراليين عبر الولايات لجمع اقتراحات من المناضلين حول نظرتهم للأزمة الحالية التي خلفتها الانتخابات التشريعية في صفوف الأفافاس بعد إعلان قيادات التوجه الجديد للحزب التي رسمها الأمين الاول علي العسكري رفقة الزعيم التاريخي حسين آيت أحمد. وأوضحت نفس المصادر إلى أن التقارير التي سيرفعها الأمناء الفدراليون ستتم دراستها وتلخيصها في ورقة طريق تعرض على المؤتمر من اجل تجاوز الأزمة الحالية ورسم الخطوط العريضة لتوجهات الحزب في المستقبل. وكان الأفافاس يستعد لعقد مؤتمره الخامس نهاية السنة الماضية غير أن التطورات السياسية المتعلقة ببرامج الإصلاحات وتنظيم الانتخابات التشريعية جعلت القيادة تؤجل موعده إلى غاية مرور هذا الموعد الانتخابي الذي شارك فيه الإفافاس بعد 10 سنوات من مقاطعة الانتخابات غير أن هذا القرار لم يكن محل إجماع داخل القيادة حيث اعتبره آيت احمد وعلي العسكري خطوة تكتيكية فيما رفضه قياديون مثل كريم طابو واعتبروه توقيعا لصك على بياض للسلطة لتنشب الأزمة الحالية. وسعيا لتجاوز هذه الأزمة تريد قيادة الأفافاس التعجيل بعقد المؤتمر الخامس لضبط أجندتها عشية المواعيد السياسية القادمة مثل الانتخابات المحلية وحتى الرئاسيات المقررة عام 2014. وتوقعت قيادات في أقدم حزب معارض في الجزائر أن يشكل المؤتمر منعرجا نظرا للظروف التي يعقد فيها وكذا التحضير لتغييرات هيكلية في القيادة لم يشهدها الحزب في تاريخه. وتؤكد المعلومات المسربة من قيادة الحزب، أن «حسين آيت أحمد» الذي سيحضر المؤتمر يمكن أن يعلن انسحابه من منصب الرئاسة على أن تتم تزكيته لمنصب الرئيس الشرفي للافافاس. كما يتم تداول مشروع لتشكيل لجنة لعقلاء الحزب من المناضلين القدامى يكون لها دور استشاري ويرأسها أيت أحمد وتعود لها القيادة لأخد موقفها ونظرتها في القضايا المهمة قبل البت فيها. ويدور الحديث حاليا حول الشخصية التي يمكنها ملأ الفراغ الذي سيتركه آيت أحمد في منصب الرئاسة حيث تشير معلومات مسربة أن الرئاسة يمكن أن تسند لشخصية من خارج الحزب لها كاريزما حتى ولو كانت غير منتمية هيكليا للحزب، وذلك أيضا سيخدم التوجه الجديد للأفافاس بالانفتاح أكثر على كافة مناطق الوطن والفعاليات السياسية الأخرى في المجتمع.