اعتبر اللاعب السابق للمنتخب الوطني ونجم اتحاد الحراش في التسعينات خالد لونيسي أن المنتخب الوطني لا يملك حاليا تشكيلة قوية تؤهله للمنافسة على لقب كأس أمم إفريقيا المقبلة، معتبرا أن تشكيلة المدرب رابح سعدان التي خاضت المونديال والكان تعتبر أقوى بكثير من التشكيلة الحالية، سواء على صعيد الخبرة القارية، أو من حيث المستوى الفني للاعبين، فضلا عن أن حنكة المدرب حاليلوزيتش أقل بكثير من حنكة المدرب سعدان إفريقيا. أكد لونيسي في حديثه ل”الفجر” أمس أن الإقصاء من الدور الأول للكان يبقى أمرا واردا، خاصة أن المنتخب الحالي لا يضم شخصية قوية، ولم ينجح في الاختبارات الحقيقية التي خاضها بدليل سقوطه أمام مالي والبوسنة، الأمر الذي يؤكد ضعف الخضر أمام المنتخبات القوية. أهلا خالد لونيسي، كيف حالك، وهل أنت قريب من عالم الكرة حاليا؟ أهلا بكم، أحوالي جيدة والحمد لله، لا أزال في عالم الكرة، من خلال التدريب. فريقك السابق اتحاد الحراش يؤدي موسما رائعا، ويحتل حاليا وصافة ترتيب البطولة، فضلا عن تواصل أحلامه في الكأس، هل تعتقد أن الحراش قادرة على تحقيق الألقاب هذا الموسم؟ الحراش تواصل تألقها للموسم الخامس على التوالي، الأنصار راضون بمستوى الفريق هذا الموسم، وأعتقد أن الحراش صارت جاهزة لخطف الألقاب التي تبقى غائبة منذ مواسم، الاستقرار موجود، والفريق يؤدي لقاءاته بثقة كبيرة، الأنصار يدعمون فريقهم، وأتوقع أن نحقق لقبا هذا الموسم. بعيدا عن الحراش، المنتخب الوطني سيكون مع موعد لإجراء نهائيات كأس أمم إفريقيا منتصف جانفي القادم، قبل أيام معدودة من بداية العرس القاري، هل ترى أن الخضر جاهزون لرفع التحدي، والمنافسة على اللقب، أم ترى أن الخضر سيكتفون بأادوار ثانوية في الكان القادم؟ الجزائر بلد عريق في كرة القدم، ولديه سمعة مرموقة على الصعيد القاري، ومن البديهي أن ينافس على كأس أمم إفريقيا في كل نسخة، فنحن لسنا منتخبا صغيرا، وبالتالي فإن الخض مطالبون بلعب ورقة التاج الإفريقي. لكن حاليلوزيتش يرى أن تجاوز الدور الأول سيكون هدف الخضر في الكان القادم، هل ترى أن الهدف المسطر يبقى هدفا معقولا؟ في كل كان يقال الهدف هو تجاوز الدور الأول، ومنذ فوزنا بكأس إفريقيا 1990، لم نلعب أي نهائي حتى الآن، والخضر يكتفون بأدوار ثانوية، ولا أدري لماذا، لدينا كل المقومات لأن نلعب اللقب، الأموال موجودة، الجزائر لديها لاعبون مهرة، لكن الطموحات تبقى صغيرة، والجزائر تشارك من أجل المشاركة أو تجاوز الدور الأول في أحسن الأحوال. المدرب حاليلوزيتش كشف مؤخرا عن القائمة التي اختارها من أجل تمثيل الجزائر في نهائيات كأس أمم إفريقيا، هل تعتبر قائمة منطقية وتضم أحسن العناصر الموجودة في الوقت الراهن؟ المدرب حاليلوزيتش هو المسؤول الأول والأخير عن خياراته، وهو اختار القائمة بناء على نظرته الخاصة، بالنسبة لي شخصيا أرى أن القائمة تضم العديد من الخيارات الغريبة، كاستثناء لاعبي الخبرة وفي مقدمتهم زياني وجبور، فضلا عن ضم أسماء أخرى لا أعتقد أنها الأحق بحمل الألوان الوطنية كريال وتجار، على كل فخيارات المدرب حاليلوزيتش غير مقنعة، وعليه تحمل كامل مسؤوليته في الكان. في الحراش البعض يتحدث عن أحقية بونجاح، دمو وبلقروي في اللعب للمنتخب الوطني، هل تعتقد أن هناك أسماء من اتحاد الحراش قادرة حاليا على حمل الألوان الوطنية؟ نعم الحراش تقدم موسما جد رائع بفضل تألق بعض العناصر، وصراحة أنا أرى اللاعب المحوري دمو أهلا لحمل الألوان الوطنية، ولا أدري لماذا لم يتم استدعاؤه من طرف المدرب الوطني بالرغم من أنه يؤدي أحسن مواسمه منذ قدومه للحراش. لكن دمو يفتقد للخبرة الإفريقية اللازمة، ومن الصعب تواجده في الكان؟ هذا تبرير لا يمكن تقبله كون أن العديد من الأسماء الموجودة في التشكيلة الوطنية لا تملك الخبرة الإفريقية، وهناك لاعبون سيلعبون للمنتخب لأول مرة، فعن أي خبرة تتحدث، دمو لاعب ذو مستوى فني كبير، وهو قادر على اللعب للخضر دون أي إشكال. البعض يرى أن المنتخب الوطني يضم حاليا مجموعة من اللاعبين ذوي المستوى العالي على غرار قادير، فيفولي ومصباح والبقية، وهو الأمر الذي يجعل الخضر قادرين على تحقيق مشاركة أفضل خلال الكان القادم، مقارنة بالمشاركات الفارطة، ألا تشاطرني الرأي أن التركيبة البشرية للخضر حاليا تعتبر الأفضل خلال السنوات الأخيرة؟ برأيي فتشكيلة المدرب رابح سعدان التي تأهلت للمونديال، ونصف نهائي الكان، أحسن بكثير من تشكيلة حاليلوزيتش حاليا، ولا مجال للمقارنة بينهما، وهو الأمر الذي يدفعني لأن أؤكد لك أنني لا أتوقع أن يحقق المدرب حاليلوزيتش ما فعله سعدان مع المنتخب الوطني. سعدان نجح في بناء تشكيلة قوية في فترة وجيزة، ونجح بها في قيادة المنتخب لنهائيات كأس العالم، ونصف نهائي كأس أمم إفريقيا، أما حاليلوزيتش فلا أراه قادرا على تكرار إنجاز سعدان. ولماذا تعتقد أن حاليلوزيتش غير قادر على تأهيلنا للمونديال، وتحقيق مشاركة مشرفة في الكان؟ حاليلوزيتش مدرب كبير، أعترف أنه قد نجح في فرض الانضباط داخل بيت الخضر، لكن على مستوى النتائج والأداء لم نشاهد الكثير، لقد حققنا انتصارات على منتخبات متواضعة، في حين فشلنا في الاختبارات الحقيقية أمام مالي والبوسنة، أرى أن الخضر لم يصلوا بعد إلى مستوى تشكيلة المدرب سعدان، وما زال أمامهم الكثير من العمل من أجل تكرار ذاك المنتخب. وما هي الفوارق التي تراها بين تشكيلة المدرب سعدان والتشكيلة الحالية للمنتخب الوطني؟ هناك فروق كبيرة، في عهد سعدان كنا نملك لاعبين ذوي مستوى فني عال فضلا عن خبرتهم الكبيرة، على غرار زياني، مغني، بوڤرة عنتر يحيى والآخرين، وهم لاعبون أحسن فنيا من اللاعبين الحاليين، كما أن قوة المجموعة في عهد سعدان كانت أفضل مقارنة بالمنتخب الحالي، والذي لا يملك شخصية قوية، وهو الأمر الذي يظهر في مواجهة الفرق القوية. وكيف ترى فرص الخضر في نهائيات جنوب إفريقيا، مع العلم أننا سنكون في مهمة صعبة بعد أن أوقعتنا القرعة في المجموعة الأصعب واليت تضم تونس والطوغو وكوت ديفوار؟ أنا غير متفائل كثيرا بخصوص الكان القادم، والإقصاء المبكر يبقى أمرا ورادا، خاصة في ضل المعطيات الراهنة، التحجج بقوة المجموعة أمر غير مقبول، فحينما تشارك في نهائيات كأس إفريقيا، فإن جميع المنافسين أقوياء، وجميع اللقاءات تبقى صعبة، بغض النظر عن أسماء المنتخبات، حاليلوزيتش فشل مع ساحل العاج في الكان الفارط، وسيكون أمام تحد جديد من أجل محو خيبته في نهائيات كأس أمم إفريقيا القادمة.