وجّهت، حركة التقويم والتأصيل في جبهة التحرير الوطني بالتعاون مع أعضاء اللجنة المركزية المعارضين للأمين العام عبد العزيز بلخادم، رسالة إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بصفته الرئيس الشرفي للحزب، طالبوه فيها بتنحيته من على رأس الحزب، كونه يتحجج بحماية الرئيس له للبقاء في المنصب. أكد منسق الحركة عبد الكريم عبادة أن الرسالة هي بمثابة التحدي الذي تريد المعارضة مواجهة بلخادم به ووضعه أمام الواقع، في الوقت الذي تخلى الرئيس عنه بسحب صفة التمثيل الشخصي منه. وواصل عبادة في ندوة صحفية عقدها، أمس، بمقر الحركة، إن "الرئيس مطالب بتطبيق القانون الأساسي، ووضع حد للانحرافات الكثيرة التي يرعاها بلخادم، المسؤول الأول عن تراجع الحزب في الانتخابات وتشريد مناضليه وكفاءاته العديدة". واستشهد عبادة بالأسباب التي يسوقها بلخادم للبقاء في منصبه قائلا: "مادام يعتبر أن الرئيس هو سر بقائه في المنصب نحن نطالب الرئيس بتنحيته، حتى وإن كان المناضلون هم من وضعوه في المؤتمر التاسع رغم التحفظات الكثيرة حول ما وقع خلال هذا الموعد". وذكر أن الرسالة وجهت باسم أكثر من 200 مناضل، مستبعدا في رده عن أسئلة الصحافة أن يستأنف أعضاء التقويم والتأصيل أية جولة حوار مع بلخادم، حتى وإن طلب رئيس الجمهورية منهم ذلك، وقال عبادة "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين"، في إشارة إلى فشل جميع الجولات السابقة التي جمعت التقويمين وبلخادم أيام رئاسة الصالح قوجيل للحركة. وبرّر المنسق العام لحركة التقويم والتأصيل، توجيه الرسالة بإحباط نوايا بلخادم المتصلة بالترشح للرئاسيات القادمة باسم الأفلان، ورد في سياق متصل، على أسئلة الصحافة حول موقف الحركة في حالة إعلان رئيس الجمهورية الترشح لعهدة رابعة قائلا: "إن موقف الحركة واضح، حيث اقترحت خلال إطلاق الجزائر جلسات الحوار المتصلة بالإصلاحات السياسية في الجزائر سنة 2011 حصر العهدات الرئاسية في ولايتين مع إقرار نظام برلماني". كما نفى عبادة في سياق آخر، أن تكون لحركة التقويم لحركة التقويم والتأصيل أية اتصالات حالية مع علي بن فليس. وحول سؤال متعلق بالطريقة التي سينتهجها المركزيون والتقويميون في الدورة القادمة للجنة المركزية، قال إنه سيتم إعادة طرح الاحتكام للصندوق لتقرير مصير بلخادم في الحزب، وإذا تمسك الرجل بموقفه فإنه سيتم إجهاض الدورة بسحب الثقة منه عبر التوقيعات. كما عدّد عبد الكريم عبادة، الخسائر التي مني بها الأفلان خلال الانتخابات الأخيرة، حتى في معاقله الأساسية، وتوقع أن يتكرر الأمر خلال الانتخابات الخاصة بمجلس الأمة، ليطالبه بالاستقالة من على رأس الحزب، مذكرا بالقول بلخادم "لم يف بوعده عندما أعلن قبل الانتخابات المحلية بأنه في حالة عدم فوز الحزب بأكثر من 1000 بلدية، فإنه سيقدم استقالته من منصبه"، ورغم أنه "لم يفز بالأغلبية المطلقة إلا في 159 بلدية من أصل 500 بلدية احتل المرتبة الأولى فيها وهو يسيرها الآن بعد تحالفه مع أحزاب أخرى" لا زال متمسكا بالمنصب. وفي الأخير، أعلن عبادة عن عقد ندوة وطنية لحركة التقويم والتأصيل يوم 5 جانفي القادم لتسطير برنامج نشاطها للمرحلة القادمة. شريفة عابد