تقويمية الآفلان تستنجد ببوتفليقة في صراعها مع بلخادم عبادة: لا علاقة لنا بنشاط علي بن فليس وجّهت حركة التقويم والتأصيل لحزب جبهة التحرر الوطني المعارضة للأمين العام الحالي رسالة إلى رئيس الحزب عبد العزيز بوتفليقة تطلعه فيها على الأوضاع الداخلية الحقيقية للحزب، وتدعوه لعزل الأمين العام عبد العزيز بلخادم، وقالت الحركة أن هذا الأخير لم يحقق رهانه بالفوز بألف بلدية فماذا ينتظر وأعضاء مكتبه السياسي لتقديم استقالتهم؟، لكنها أصرت على ضرورة أن يدفعوا الثمن قبل الخروج من باب الآفلان. استنجدت الحركة التقويمية المعارضة للآفلان برئيس الحزب عبد العزيز بوتفليقة في صراعها مع الأمين العام عبد العزيز بلخادم، إذ كشف منسقها الوطني عبد الكريم عبادة أمس في ندوة صحفية عقدها بمقر الحركة بدرارية ( العاصمة) أنهم وجهوا رسالة خاصة لرئيس الحزب عبد العزيز بوتفليقة ليقول كلمته في الصراع الدائر داخل الآفلان. وقال عبادة بهذا الخصوص “ نحن مقتنعون أن الرئيس غير مطلع جيدا على الوضع الداخلي للحزب وهم يحجبون الحقيقة عنه، وأطلعناه من خلال الرسالة التي وجهناها له على كل شيء"، مضيفا أن على هذا الأخير أن يتصرف بحكم الصلاحيات التي منحها إياه القانون الأساسي والنظام الداخلي للحزب. وأوضح عبد الكريم عبادة أن قرار اللجوء لرئيس الحزب جاء بعدما استنفذت الحركة التقويمية كل الوسائل،" بلخادم سبق له وأن قال لو أراد الرئيس أن ارحل يكفي أن يكلمني في الهاتف فقط لأرحل، ونحن طلبنا من الرئيس أن يقول له ارحل". ويقول عبادة أن رئيس الحزب إذا رأى غير هذا فإن حركة التقويم والتأصيل لن تسكت وهي مصرة على أن يرحل بلخادم اليوم أو غدا، وعليه فهي تطالب بدورة عادية للجنة المركزية وهي تحضر رفقة الأعضاء الآخرين في هذه الهيئة للدورة التي ستعقد في جانفي الداخل وتقول لبلخادم إذا كانت الأغلبية من أعضاء اللجنة المركزية معه فلماذا لا يحتكم للصندوق؟.عبادة الذي اتهم بلخادم بإجهاض دورة جوان الماضي هدد بعقد دورة طارئة للجنة المركزية في حال تلاعب بلخادم بالدورة المقبلة لتنحيته من الأمانة العامة للحزب، خاصة وأن عدد أعضاء اللجنة المركزية المناوئين له قد ازداد. وحمّل المنسق الوطني للحركة التقويمية في الندوة الصحفية التي حضرها أيضا الوزير السابق للتكوين والتعليم المهنيين الهادي خالدي، والوزيرين السابقين عبد الرشيد بوكرزازة ومحمد الصغير قارة المسؤولية الكاملة لبلخادم وأعضاء مكتبه السياسي عن الخسارة الكبيرة التي مني بها الحزب في الانتخابات المحلية الأخيرة، وقال عبادة بهذا الخصوص “ نتجرع بمرارة الهزيمة والخسارة الكارثية التي مني بها حزبنا، لم نكن نتوقع إطلاقا أن حزبنا سيأخذ هذه الصفعة ويمنى بهذه الهزيمة النكراء..الآفلان له تاريخ طويل وفي الأخير ينال هذا الجزاء". وبالنسبة للمتحدث فإن خسارة الآفلان في المحليات الأخيرة هي نتيجة للسياسة “الرعناء والارتجالية" التي انتهجها الأمين العام للحزب وأعضاء مكتبه السياسي وزبانيته الذين فضلوا أصحاب المال والمصالح على الكفاءات النظيفة، وتساءل هل يعقل أن لا يحقق الأمين العام في بلدية مسقط رأسه فوزا للآفلان؟ ولا حتى أي من المكتب السياسي حقق فوزا في ولايته، والعكس هو الذي وقع حيث فقد الحزب آخر قلاعه ومواقعه. وأمام هذه الهزيمة حسب عبادة وعدم تحقيق رهان الفوز بألف بلدية ألا يجب على بلخادم وأعضاء المكتب السياسي الاستقالة؟ “ على بلخادم أن يكون عند كلمته ويستقيل" قبل أن يؤكد انه “حان الوقت لأن يدفع بلخادم الحساب “ سنقدم بلخادم للمحاكمة الشعبية السياسية أمام المناضلين ونحن نحتفظ بحق تقديمه للعدالة لأنه عبث بالحزب وكأنه مزرعة... بلخادم اليوم عند الباب لكن عليه دفع الحساب قبل الرحيل هو وجماعته"، يضيف عبادة الذي دعا كل المناضلين لتحمل مسؤولياتهم التاريخية بتشكيل لجان بلدية وولائية لتسيير الحزب. ولم يفوت منسق الحركة التقويمية فرصة لقائه بالصحفيين للرد على بلخادم بخصوص المادة 80 من قانون الانتخابات التي تذرع بها الأمين العام لتبرير هزيمة قوائمه في المحليات ليقول أن بلخادم هو من وضعها وهو من أخّر الإصلاحات حتى يحرم الأحزاب السياسية من المشاركة في أي استحقاق، واتهمه أيضا بإعطاء أوامر للمنتخبين بعدم الالتحاق بالبلديات حتى يخلق أزمة داخل المجالس المنتخبة. وردا عن سؤال متحول ما إذا كانت الحركة التقويمية ستساند رئيس الحزب إذا ترشح لعهدة رئاسية رابعة أوضح عبد الكريم عبادة أن المقترحات التي تقدمت بها الحركة في هذا الشأن تؤكد على “عهدة رئاسية قابلة للتجديد مرة واحدة ونظام برلماني"، مشيرا أن لا علاقة للتقويمية بنشاط علي بن فليس أو أي شخص آخر وهي تعمل من منطلقات حزبية بحتة فقط، وستجمع قيادة الحركة المنسقين الولائيين يوم الخامس جانفي الداخل في العاصمة، وهي تحضر لبرنامج وطني خاص بالسنة المقبلة.