أكد، أمس، المدير العام لتهيئة وجاذبية الإقليم بوزارة البيئة، بن مراد السعيد، أن الندوة الجهوية خاصة بالشرق التي نظمت لتقييم مستوى تنفيذ مخططي الفضاء والبرمجة الإقليمية (شمال- شرق) تدخل في إطار سلسلة المشاورات مع الفاعلين في الميدان خاصة بثماني ولايات من الشرق الجزائري من جيجل إلى الطارف. وأوضح نفس المسؤول في حصة ”لقاء اليوم” على أمواج القناة الإذاعية الأولى، أن هذه الندوة تأتي لتقديم المخطط المنجز من طرف مكتب الدراسات المكلف بالمهمة أمام 300 مشارك في الندوة من بينهم ولاة ومنتخبين، ثم الخروج بتوجيهات تقدم في شكل توصيات لصناع القرار على المستوى المحلي. ويعتبر هذا المخطط الذي يعد الأول من نوعه منذ تحقيق الاستقلال الوطني صحوة هامة لاستعادة البعد الإقليمي في الجزائر بحيث يلم بمعظم النشاطات القطاعية لتوحيد التطور الوطني لآفاق 2030 من أجل تنمية مستدامة، كما يرتكز المخطط -حسبه- على ثلاثة أسس رئيسية تهدف إلى الحفاظ على رأس المال الطبيعي والتراث الثقافي وتفعيل التنمية في سوق عالمية تنافسية والإنصاف والتضامن في ”تقاسم التنمية وحسن توزيعها بين مناطق الوطن”. وقد جاء هذا المخطط لتدارك الفجوة والنقائص والاختلالات التي يعاني منها الإقليم حيث أن الجزائر عرفت منذ بداية الاستقلال الوطني ”غياب سياسة وطنية في مجال تهيئة الإقليم وكل المحاولات التي سبقت هذا المخطط لم تكن واقعية وعانت من غياب السلطة، الأموال، الأدوات والتصور”. إلا أنه بعد إجراء معاينة ميدانية وجرد في هذا المجال ”تبين جليا أن الإقليمالجزائري متباين ويعاني من اختلالات كبرى وفوارق خطيرة بسبب وجود موارد طبيعية محدودة تعرف منحنى تنازلي في مقابل ساكنة تتوسع وتعرف منحنى تصاعدي”. ومن بين الأهداف السياسة لتهيئة الإقليم أيضا ”تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لكل مناطق الوطن وكذا العمل على عقلنة استغلال الثروات الطبيعية بطريقة مستدامة لفائدة الأجيال الصاعدة”. ”ولغرض تفعيل الجهود المبذولة في سبيل تحقيق إقليم مستدام” ”وجب - يقول المتحدث- إنشاء ديناميكيات لتوازن إقليمي بين مختلف المناطق لتقليص مشكل النزوح نحو المناطق الشمالية، ثم خلق نوع من المنافسة بين الأقاليم لتحقيق أكبر قدر من التنمية في مختلف المجالات”. وأضاف أن هذا المخطط قد دعم بقانون عام 2010 حيث يعطي من خلال إحكامه ضربة البداية لإرساء معالم تهيئة الإقليم وإخراجه من الوضع المزري الذي يكاد أن يؤول إليه، نظرا للأهمية التي يكتسيها الإقليم في ”جلب الاستثمارات” كونه حركي وغير جامد يحتضن في جوفه موارد ويستقبل على سطحه نشاطات وتجمعات عمرانية.