المضربون يطردون المدراء الموفدين إلى البريد المركزي ويصفونهم ب"الخونة" تجمهر، أمس، عدد كبير من المواطنين أمام مراكز البريد عبر عدد من الولايات، ودخلوا في اشتباكات مع العمال المضربين، مطالبين إياهم بضمان حد أدنى من الخدمة، وتمكينهم من سحب أجور شهر ديسمبر التي لا تزال عالقة منذ 8 أيام، وكذا منح نهاية العام، في حين لجأ المواطنون بكل من ڤالمة وورڤلة بإلزام أعوان الشبابيك بضمان الخدمة عبر استعمال قارورات البنزين، مهددين بإحراق البريد. تمكن المواطنون من إعادة فتح مكاتب البريد بكل من ولايتي ڤالمة وورڤلة عبر استعمال قارورات البنزين، وهدد عدد كبير من زبائن بريد الجزائر بحرق المراكز والشبابيك في حال لم يتمكنوا من الحصول على أموالهم التي لازالت مجمدة بالبريد منذ يوم الأحد المنصرم، بسبب الحركة الاحتجاجية غير المحدودة التي قادها عمال القطاع ضد ما وصفوه ب”الحڤرة والازدراء اللذين يتعرضون لهما من قبل الإدارة والنقابة”. واقتحم عدد كبير من المواطنين الغاضبين البريد المركزي بالعاصمة، مطالبين المضربين بتمكينهم من سحب أموالهم، وبالرغم من ذلك لم يتمكنوا من إلزام الموظفين بالعودة إلى العمل، وهو ما زاد من غضبهم وأدى إلى اشتباكات لسانية وتبادل للسب والشتم بين الموظفين وزبائن البريد. من جهة أخرى، قام العمال المحتجين بمنع المدراء الذين أوفدهم المدير العام محند العيد محلول للعمل في الشبابيك من مواصلة صرف المال للمواطنين بهدف كسر الإضراب، وإضعاف شوكته، حيث قاموا بطردهم من البريد المركزي، واصفين إياهم ب”الخونة والعصابات التي تعمل لصالح الإدارة”. وأكّد المحتجون، أن المدراء سيقبضون منحتهم التي تضخ كل 3 أشهر بحساباتهم عبر البنك الوطني الجزائري وليس عبر البريد، بالرغم من أنهم قانونيا تابعون لهذه المؤسسة، ما يكشف ”التلاعبات الكبرى التي تنسج خيوطها كل من الإدارة والنقابة التي تبرأ منها العمال”. وفي هذا السياق، يحضر العمال للتجمهر اليوم بالبريد المركزي والخروج في مسيرة تضم كافة موظفي القطاع من كل الولايات إلى مبنى وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، وهم مصرون على لقاء المسؤول الأول على رأس القطاع موسى بن حمادي الذي يطالبونه بالتدخل لإنهاء المشاكل التي يعيشونها منذ 10 سنوات، حيث تلقوا وعودا بالجملة من طرف الإدارة منذ سنة 2003 للإستجابة إلى مطالبهم في حقبة الوزير عمار تو، إلا أن هذه الأخيرة بقيت مجرد حبر على ورق. وفي سياق ذي صلة، ينتظر أن يتم ضخ أجور أعوان الشرطة يوم الخميس القادم بالبريد، لكن سيعجز هؤلاء عن سحبها في حال استمرار الإضراب وعدم استجابة السلطات المعنية لمطالب العمال المحتجين، والذين قالوا إنه لا عودة إلى الشبابيك إلا بمغادرة محند العيد محلول. إيمان كيموش عقوبات وخصم من أجور المحتجين بقطاع البريد بداية من اليوم كشفت مصادر من مؤسسة بريد الجزائر، أن المدير العام محند العيد محلول قرر في حال استمر الإضراب لأزيد من 8 أيام، معاقبة العمال المضربين والمحتجين الخصم من أجورهم، لإنهاء الأزمة التي خلقها الإضراب لاسيما وأن العجز شمل نهار أمس، آلات السحب والموزعات الخارجية أيضا. وقالت المصادر ذاتها، إن محلول يعتبر الإضراب غير قانوني، لذلك سيشرع في تطبيق العقوبات ضد العمال المضربين بداية من اليوم، أي اليوم الثامن للإضراب من خلال الخصم من الأجور، وتوقيف المحتجين واستبدالهم بعمال آخرين. من جهة أخرى، رفض محلول، أمس، النزول إلى البريد المركزي ومقابلة العمال المحتجين بالرغم من أنه كان قد برمج زيارة إلى هناك لإقناع موظفيه بالعدول عن قرارهم، والعودة إلى العمل لضمان الخدمة العمومية للمواطنين. إلى ذلك، ينتظر أن يلتقي المدير العام لبريد الجزائر محند العيد محلول يوم الأربعاء القادم مع مجلس إدارة المؤسسة للفصل في مطالب العمال.