حتى كبار الإطارات والمسؤولين عاجزون عن سحب أموالهم بنادي الصنوبر تدخل وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال موسى بن حمادي، أمس الأول، ولأول مرة منذ بداية الحركة الاحتجاجية قبل 13 يوما لإنهاء إضراب عمال البريد، موفدا في هذا الإطار ممثلين من الوزارة إلى البريد المركزي للحديث إلى العمال ومعرفة مطالبهم، في وقت قام فيه هذا الأخير باستقبال مجموعة منهم بمكتبه في تيليملي لمناقشة شروط عودتهم إلى المراكز. قرر الوزير التدخل بعد أن عجز المدير العام لمؤسسة بريد الجزائر محند العيد محلول، عن احتواء الحركة الاحتجاجية التي بدأت تأخذ أبعادا أخرى حيث قام هذا الأخير بمراسلة المدراء الولائيين للبريد، وأمرهم بإنهاء الأزمة وإعادة العمال للمكاتب مهما كانت الظروف، لتمكين 15 مليون مشترك من تقاضي أجرتهم، لاسيما وأن عدد المتضررين تضاعف ورقم الزبائن الذين عجزوا عن سحب أجورهم ومنحهم بات اليوم يقدر بالملايين. وحسب مصادر من مؤسسة بريد الجزائر، فإن هذه الأخيرة تعيش ظروفا مالية صعبة بسبب نزوح عدد كبير من زبائنها الذين قرروا التنقل إلى البنوك، وكذا الخسائر التي تكبدها الاحتجاج والتي تجاوزت 40 مليارا خلال الاثنتي عشر يوما الماضية، ناهيك عن تناقص عملية إرسال الرسائل بنسبة 99 بالمائة خلال السنوات العشر الأخيرة وتضاؤل أرباح الطوابع البريدية، حيث تبقى الحسابات الجارية المصدر الرئيسي لمداخيل مؤسسة بريد الجزائر. وفي ظل تفاقم المشكل بشكل أكبر، اضطر عدد من المواطنين إلى بيع حليهم وصياغتهم ورهن ذهبهم والاقتراض حتى من البنوك الموازية لتدبير مبالغ مالية تسمح لهم بتوفير قوت يومهم، في انتظار إعادة فتح المكاتب البريدية المغلقة منذ ما يقارب 15 يوما، في وقت التحق بالحركة الاحتجاجية حتى المكتب البريدي لنادي الصنوبر بالقرب من إقامة الدولة، ليصير أيضا كبار المسؤولين والإطارات بالدولة محرومون من سحب أموالهم عبر البريد. وتعرف ولاية وهران، تفاوتا من حيث الاستجابة لنداء الإضراب الذي تم شنه بهذه الولاية منذ ثلاثة أيام، حيث سجل توقف الخدمة على مستوى 30 مكتبا من أصل 110 مكتب بريدي، وفق ما أفاد به المدير الولائي للبريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال حبيب سالم. وبغليزان، مسّ الإضراب 11 مكتبا مع ضمان خدمة الحد الأدنى بها من أصل 67 مكتبا بريديا بالولاية، حسب مصدر بمديرية بريد الجزائر، كما شمل الإضراب مختلف مكاتب البريد بولاية معسكر، باستثناء العمال الإداريين لمديرية هذه المؤسسة، حيث لوحظ غياب الحد الأدنى من الخدمة في العديد من المكاتب مثلما هو الحال بمكتب بريد ”سلاطنة” والقباضة الرئيسية لمدينة معسكر. ومن جهتها، شهدت ولاية تموشنت استجابة جزئية للعمال لهذا الإضراب، والذي مسّ 8 مكاتب من أصل 52 مكتبا بريديا. وتراوحت نسبة الاستجابة للإضراب بهذه الولاية في الأيام الماضية من 10 إلى 100 بالمائة، حسب المدير المحلي لبريد الجزائر، فيما قدرتها المصادر النقابية بنسبة تتراوح ما بين 60 إلى 100 بالمائة، أما بولاية تلمسان، فقد تم إحصاء 100 عامل في إضراب من بين 476 موظف بقطاع البريد ويتوزع هؤلاء المضربون على 12 مكتبا يمسه الإضراب بشكل كلي من مجموع 94 مكتبا تتوفر عليها المنطقة، وفق مديرية البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال.