برنار كوشنير وزير الخارجية الفرنسي الأسبق يعلن لإحدى الفضائيات العربية أنه ليس ضروريا تقديم الاعتذار للشعب الجزائري على ما اقترفته بلاده إبان استعمارها لبلادنا، بل يحاول أن يكون منطقيا حين يؤكد أن الأبناء ليسوا ملزمين بتقديم الاعتذارات ولا حتى التبريرات عما اقترفه آباؤهم. وإذا سلمنا بصحة وصدقية ما ذهب إليه وزير خارجية نيكولا ساركوزي الرئيس الفرنسي اليميني الأسبق أليس من حقنا أن نتساءل ونستغرب من اندفاع ذات المسؤول وتبريره لقرار الجمعية الفرنسية القاضي بتجريم الأتراك على ما اقترفوه في حق الأرمن، أم أن الأمر يختلف حين يكون القاتل والمجرم فرنسيا ويتغير الموقف حين تكون فرنسا هي المدانة... نعم من حق فرنسيي اليوم ألا يعتذروا على ما اقترفه أسلافهم من إبادة جماعية في حق الشعب الجزائري وما أهرقوه من دماء وما نهبوه من خيرات وما جربوه على أجساد هذا الشعب الأعزل من أبشع أنواع الأسلحة المحظورة... من حقهم عدم الاعتذار ولا حتى الاعتراف بجرائر وجرائم آبائهم وأجدادهم لأنهم غير مسؤولين عنها، لكن الأتراك حسب النظرية الكوشنيرية يرثون أوزار أسلافهم من يوم بدء الخليقة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.... الجزائريون الذين اكتووا لأكثر من قرن وربع قرن بنيران الاستعمار الفرنسي الغاشم ليسوا من بني الإنسانية، أما الأرمن الذين تكثر المزاعم على أنهم تعرضوا للإبادة من طرف الإمبراطورية العثمانية فهم بشر لا تسقط مآسيهم بالتقادم... على الفرنسيين أن يسكتوا على الأقل حتى لا تفتضح عوراتهم أمام البشرية وعلى الجزائريين الأحرار ألا يطمعوا في اعتذار ممن لا يراهم إلا تبعا لفرنسا وذيلا لها...