حذر راشد الغنوشي زعيم حزب النهضة الإسلامي الحاكم في تونس من تحول الثورة إلى ”فوضى” في الوقت الذي تتزايد في البلاد التظاهرات الاجتماعية التي تترافق مع أعمال عنف. وتأتي تصريحات الغنوشي قبل أيام من إحياء الذكرى الثانية للثورة التونسية، وأدلى بها أمام مئات من أنصاره في منطقة رواد بالضاحية الشمالية للعاصمة التونسية. حيث أشار إلى النزاعات الاجتماعية التي تحولت إلى أعمال عنف في مدينة بنقردان (جنوب البلاد) وتلك التي شهدتها مدينة سليانة (شمال غرب) الشهر الماضي وخلفت 300 جريح، قائلا أنها لا تشرف الثورة بل على العكس تهددها. كما تظاهر مئات من أنصار حزب التحرير في تونس الجمعة أمام مقر المجلس الوطني التأسيسي للمطالبة بتطبيق قراءتهم للشريعة الإسلامية، معتبرين أن حزب النهضة الإسلامي الحاكم تخلى عن إدراج الشريعة في مشروع الدستور التونسي الجديد. ورفع المتظاهرون، الذين انتظموا في صفين واحد للنساء وآخر للرجال، شعارات منها ”حزب التحرير يقترح دستورا إسلاميا” و”الثورة مستمرة” و”نطالب بتطبيق الشريعة”. ولم يتمسك حزب النهضة الإسلامي، الذي يقود الائتلاف الحاكم في تونس، بإدراج قراءة الإسلاميين للشريعة الإسلامية في مشروع الدستور الجديد لمعارضة الحزبين الشريكين له في الحكم، وهما من اليسار والوسط. ونددت باقي القوى الإسلامية وبينها حزب التحرير بهذا التوجه. وتتهم المعارضة النهضة باعتماد لخطاب مزدوج من خلال تخليها عن البحث عن فرض قراءتها لأحكام الشريعة الإسلامية من جهة، والعمل على ”أسلمة” المجتمع واقعيا من جهة أخرى. وشهدت تونس في الأشهر الأخيرة توترات اجتماعية بسبب خيبة التطلعات والآمال العريضة التي أثارتها ثورة يناير 2011، وما يسود تونس من شعور بالقلق، بسبب تراجع الاقتصاد ونسبة البطالة العالية. كان متظاهرون احرقوا ليل الخميس الجمعة مركزا للجمارك ومقر حركة النهضة الحاكمة في تونس في مدينة بن قردان الجنوبية عند الحدود الليبية التي تشهد أعمال عنف. وتشهد بن قردان التي تبعد ثلاثين كلم على معبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا، حالة غليان إثر قرار السلطات الليبية إغلاق المعبر الحدودي بداية الشهر الماضي بسبب احتجاجات مواطنيها من سوء معاملة في الأراضي التونسية. وأعيد فتح المعبر الخميس في سياق زيارة قام بها إلى طرابلس رئيس الوزراء التونسي حمادي الجبالي. غير أن فرع نقابة الاتحاد العام التونسي للشغل أصر على مواصلة إضراب عام في بن قردان مطالبا باستثمارات وإجراءات ضد البطالة.