رغم أن أشغال تهيئة السوق المغطى الواقع عند المخرج الشرقي لمدينة البويرة، المحاذي للمحطة البرية القديمة، قد انتهت منذ حوالي سنتين، إلا أنه لم يتم إلى حد الآن توزيع هذه المحلات التجارية على البطالين، لاسيما أنه تم منع التجار الفوضويين من عرض سلعهم عبر مختلف شوارع الولاية، وبالتالي فإن هؤلاء الشبان ينتظرون بفارغ الصبر توزيع هذه المحلات التجارية في أقرب وقت ممكن. ومن خلال الجولة التي قادتنا إلى هذه السوق لاحظنا الوضعية التي أصبحت عليها بعد التهيئة، حيث تضم 10 محلات تجارية تمت تهيئتها بطريقة معمارية جذابة، إلا أن الشيء الملفت للانتباه هو تعرضها للتلف تدريجيا جراء عدم استغلالها من طرف الجهات المعنية عن طريق توزيعها على مستحقيها الذين يحلمون بتوفير لقمة العيش لعيالهم، في ظل قلة فرص التشغيل واتساع رقعة البطالة، حيث أصبحت مكانا لرمي القمامة ومراحيض عمومية تنبعث منها الروائح الكريهة. وقد صرح لنا أحد التجار، المدعو رابح، أنه يقوم بتنظيف السوق رفقة بعض الشباب البطال باستعمال وسائله الخاصة، وذلك من باب النظافة لا أكثر لا أقل، لكن الوضعية ستزداد سوءا في حالة استمرار رمي القمامة من قبل بعض التجار داخل هذه السوق. ولذا فإن الدعوة تبقى موجهة للمسؤولين المعنيين بالتدخل الجاد، وذلك بتوزيع المحلات العشرة المتبقية من السوق الذي بإمكانه توفير خدمات تجارية لسكان عدة أحياء مجاورة منهم حي الصحفيين، حي أولاد بليل، حي أولاد بوشية، حي زروقي، حي لاكناب وغيرما، كونها تفتقر إلى أسواق شعبية. تجدر الإشارة إلى أن مجموعة من البطالين الشبان أقدموا خلال السنة الماضية على تنظيم احتجاج أمام السوق المغطى و ذلك للمطالبة بتوزيع المحلات، حيث قاموا بغلق الطريق المؤدي إلى عاصمة الولاية، الأمر الذي استدعى تنقل بعض المسئولين للاستماع إلى انشغالات هؤلاء المحتجين، حيث تم وعدهم بإعداد قائمة للمستفيدين وتوزيعها في القريب العاجل لكن لا جديد ظهر إلى حد الآن. وعليه فإن الأمر يتطلب منح هؤلاء الشبان التفاتة جادة، خاصة أن الكثير منهم أعيته المشاكل اليومية في ظل اتساع رقعة الفقر والبطالة .