دعا رجل الذين الباكستاني، طاهر القادري، المتظاهرين في إسلام أباد إلى الثورة ضد النظام، مؤكدا أن المسيرة انتهت والثورة قد بدأت، كما طالب بتشكيل حكومة مؤقتة، مضيفا أنه أعطى رئيس الدولة ورئيس الوزراء مهلة حتى صباح الأمس لحل البرلمان والتنحي عن السلطة. أطلقت قوات الأمن الباكستانية النار في الهواء واستخدمت الغاز المسيل للدموع في العاصمة إسلام آباد، أمس، في محاولة لتفريق ”المسيرة المليونية” لأنصار طاهر القادري عالم الدين الباكستاني المعارض للحكومة. وذكر التلفزيون المحلي أن المحتجين منعوا القوات الحكومية من اعتقال القادري ورشقوهم بالحجارة، ما اضطر عناصر الأمن إلى استخدام الغاز المسيل للدموع. وأسفرت المواجهات عن إصابة 6 أشخاص من مؤيدي القادري بجروح. وكانت المسيرة التي تضم الآلاف من أنصار القادري الداعي للإصلاحات السياسية في البلاد، قد وصلت الاثنين إلى مشارف إسلام آباد وسط إجراءات أمنية مشددة اتخذتها السلطات استعدادا لوصول المتظاهرين. وأبلغ القادري أنصاره الذين بلغ عددهم وفق بعض التقديرات زهاء 40 ألف شخص في وقت مبكر من صباح الثلاثاء، أن بإمكانهم إرغام الحكومة على الاستقالة في غضون ساعات، داعيا إلى الدخول إلى ”المنطقة الحمراء” في قلب العاصمة ومحاصرة مبنى البرلمان. فقام المحتجون بإزالة الحواجز التي أقيمت لتطويق منطقة الاحتجاج واتجهوا نحو المبنى. وأعلن القادري أن ”المسيرة انتهت والثورة بدأت”، مطالبا بتشكيل حكومة مؤقتة، وأضاف أنه أعطى رئيس الدولة ورئيس الوزراء مهلة حتى هذا الصباح لحل البرلمان والتنحي عن السلطة. وكان قد وصل رجل الدين طاهر القادري مساء الاثنين إلى وسط العاصمة الباكستانية إسلام أباد، للانضمام إلى آلاف المتظاهرين المناهضين للحكومة. وكان القادري غادر الأحد مدينة لاهور، بهدف تنظيم لقاء سياسي حاشد في العاصمة إسلام أباد للمطالبة بإصلاحات مع اقتراب الانتخابات المتوقعة في الربيع في باكستان. ويتهم رجل الدين طاهر القادري الحكومة بالفساد والعجز، وقال أن على باكستان تطبيق إصلاحات ”مفيدة” قبل الانتخابات العامة التي يتوقع أن تجري بعد ثمانية أسابيع من حل البرلمان في منتصف مرس المقبل. إلا أن الحكومة تقول أن القادري، عالم الدين والداعية الإسلامي الذي عاد إلى باكستان الشهر الماضي بعد أن قضى سنوات في كندا، هو جزء من مؤامرة خطيرة تهدف إلى تأجيل الانتخابات والاستيلاء على السلطة ق.د. من هو محمد طاهر القادري؟ محمد طاهر القادري (مواليد 19 فيفري 1951) عالم دين مسلم وسياسي من باكستان ومؤسس مؤسسة منهاج القرآن الدولية وهي منظمة عالمية هدفها إرساء مبدأ التفاهم والوحدة والحوار بين الشعوب والمجتمعات، وتعليم الشباب مبادئ علوم الإسلام الأساسية التي تروج للسلام، هو أيضا مؤسس المنهاج للرعاية التي توفر الرعاية للمحتاجين، أيضا جامعة المنهاج الدولية في لاهور. كما أنه الرئيس المؤسس لحزب الحركة الشعبية في باكستان. اعتبر من أكثر العلماء المسلمين صراحة في فتوى صدرت له من ستمائة صفحة بشأن الإرهاب، حيث وصف القادري الذين يقومون بأعمال تفجيرات انتحارية بأنهم ”غير مسلمين” و”زنادقة”. وأضاف في مؤتمر صحفي عقده في 2 مارس 2009 في لندن واصفا الانتحاريين: ”...لا يمكنهم الادعاء بأن انتحارهم عمل من أعمال الشهادة ليصبحوا من أبطال الأمة، هذا غير صحيح لأنهم سيصبحون من أبطال النار في الجحيم”، مضيفا ”بأن الإسلام يعتبرهم كفارا”، واصفا تنظيم القاعدة بأنه ”شر قديم باسم جديد”.