سفراء النوايا الحسنة.. لقب تعتمده مختلف الهيئات الأممية التابعة لمنظمة الأممالمتحدة لتحقيق أهدافها الإنسانية في مختلف المجالات، في الرياضة والثقافة والصحة والتربية. وعادة ما تمنح هذه الألقاب للمشاهير من الفنانين والرياضيين ونجوم المجتمع. ومن أجل استثمار شهرتهم في تحقيق أهداف إنسانية. غير أن تلك الأهداف النبيلة قد تصطدم بلقب ومكانة النجم، ليتحول لقب السفير إلى لقب إضافي لاسم الفنان، حيث يتهم المشاهير خاصة العرب منهم باستثمار اللقب لصالح مشوارهم وليس في خدمة القضايا التي ينتدبون من أجلها. ومرد هذه الانتقادات التي تطال المشاهير العرب خاصة أن الشارع العربي على كثرة الهموم والمشاكل التي يعاني منها لم يتمكن هؤلاء من إيجاد حلا لها، وجهودهم عادة لا تتناسب مع حجم المشاكل والعراقيل والمآسي التي يعيشها الشارع العربي. العديد من الأسماء العربية كان لها شرف حمل لقب سفير لهيئة من هيئات المنظمات الدولية للصحة والتغذية والتعليم وغيرها، مثل صفية العمري، التي تنازلت عن اللقب عام 2006 احتجاجًا على حرب إسرائيل ضد لبنان. وحسين فهمي ومحمود قابيل وعادل إمام ومحمود يس ونانسي عجرم وحمادة هلال وحسين الجسمي وهند صبري ومنة شلبي وخالد أبو النجا وسمية الخشاب من مصر، و صابر الرباعي من تونس وكاظم الساهر من العراق والشاب خالد و رابح ماجر ومجيد بوڤرة وسليمة سواكري من الجزائر. الذين ينتقدون أداء سفراء النوايا الحسنة العرب يستندون في انتقاداتهم تلك إلى مقارنة ما يقدمه نظراؤهم الغربيون، مثل أنجيلا جولي، التي وصلت حتى لمواقع الحرب والنزاعات وقادة مبادرات إنسانية، آخرها كانت خرجتها إلى سوريا. ولكن السفراء العرب يدعون عادة إلى عدم المقارنة بينهم وبين غيرهم من نجوم الغرب بالنظر لحجم الإمكانيات المتاحة أمام الطرفين، ودور الإعلام في إبراز أدوار سفراء النوايا الحسنة وما يقدمونه لمجتمعاتهم. في الجزائر كان الشاب خالد قد عين سفيرا للنوايا الحسنة، لكن مروره من المنصب الشرفي لم يترك أثرا له في المجال الاجتماعي، ومثله كان أيضا مرور رابح ماجر، رغم أنه كان قد صرح عندما أسند له هذا المنصب أنه سيستغل شهرته للترويج للروح الرياضية والقضاء على العنف والإدمان. البرنامج الذي فشل فيه ماجر يعتزم مدافع المنتخب الوطني، مجيد بوڤرة، تحقيقه.. وقد قام مؤخرا بإنشاء مؤسسته الخيرية من أجل مساعدة أطفال مصابين بالسرطان. كما كان اللاعب الدولي قد أكد في أوقات سابقة أنه سيعمل وفق برنامجه من أجل مساعدة أطفال إفريقيا وأطفال الجزائر خاصة. من جهتها المصارعة السابقة، سليمة سواكري، التي عينت مؤخرا أيضا في منصب سفيرة للنوايا الحسنة لليونيسيف، وإثر ذلك أسند إليها منصب الناطق الرسمي باسم المرصد الوطني للطفولة. سليمة سواكري ترى أن شهرة النجم يجب أن تكون في خدمة هذا المنصب وليس العكس، وأضافت المتحدثة في تصريح ل”الفجر” أنها ستعمل وفق برنامج تعده وفق احتياجات أطفال الجزائر، لأن لكل دولة احتياجاتها الخاصة بها، وأكيد احتياجات الطفل الجزائري ليست هي نفسها احتياجات الطفل الفرنسي أوالأمريكي. من جهة أخرى قالت سواكري إنه لا يجب الضغط دائما على سفراء النوايا الحسنة وتحميلهم ما لا يحتملون، لأن هذا المنصب هو تطوعي وشرفي، ولا يمكن أن نفرض على الشخص المتطوع أكثر مما يمكنه أن يقدمه. ولكنها من جهة أخرى قالت إن سفراء النوايا الحسنة عليهم أن لا ينتظروا دائما الميزانيات التي تقدمها المنظمات الأممية لأنها قد لا تكفي لتمويل كل البرامج الاجتماعية. لهذا تقول سواكري.. على النجم أن يضع شهرته في خدمة تمويل برامجه عن طريق حملات التوعية التي تستهدف أصحاب المال والشركات ورجال الأعمال لتوعيتهم حول أهمية المساهمة في بعث وتمويل المشاريع الإنسانية، وهي الطريقة التي قالت سواكري إنها ستعتمدها لاحقا في إطلاق برامج لصالح أطفال الجزائر.