لم تتوان الأمطار المتهاطلة وتساقط الثلوج بكميات معتبرة بولاية تسمسيلت، الأيام الأخيرة، من كشف سياسية “البريكولاج” التي فضحت عيوب التنمية المحلية، ووضعت المنتخبين السابقين في قفص الاتهام جراء الضرر الذي أصاب أحياء بلديات الولاية، بالإضافة إلى دواوير عزلت تماما عن العالم الخارجي. ولدى تساقط الثلوج بكثافة ببعض بلديات تسمسيلت، بما فيها أعالي الونشريس كبلدية بوقايد والأزهرية وبلدية ثنية الحد، تشل كل الطرق الوطنية على غرار الطريق الوطني رقم 14 الرابط بين ثنية الحد وتيسمسيلت والطريق الوطني رقم 19 الرابط بين بوقائد وعاصمة الولاية.. جراء سياسة الترقيع التي تتخذها السلطات المعنية لإنجاز الطرقات، التي من المفروض أن ترصد لها ميزانية كبيرة لفك العزلة عن السكان بما فيها سكان مرتفعات الونشريس. فقد شهدت بعض المناطق التي يزيد ارتفاعها عن 600 متر تساقطا لكميات معتبرة من الثلوج، عرقلت الحركة المرورية وأدخلت الولاية في حالة طوارئ، ناهيك عن حوادث المرور التي راح ضحيتها أبرياء. سكنات حي اللوز بثنية الحد تواجه الانهيار بعد انهيار عشر منازل لحي اللوز ببلدية ثنية الحد، العام الماضي، ها هم سكان الحي ينتظرون تكرار الكارثة جراء تهاطل الثلوج وتسرب المياه إلى منازلهم الهشة، والتي لم يستفد سكانها من سكنات لائقة، بعدما منحوا وعودا كاذبة - حسبهم - من قبل المنتخبين السابقين لإنهاء مأساتهم رغم توزيع 176 مسكن اجتماعي، إلا أن الحي لم يكن ضمن أجندة المسؤولين بالبلدية. تشققات واهتراء الجدران ديكور طبع يوميات الحي ورفع درجة المرارة التي يتجرع قاطنوها في كل قطرة ماء تهوى على أسقف سكناتهم، التي لن يطول صمودها مع موجة البرد والصقيع. ليناشد السكان المصالح الولائية للتكفل بانشغالاتهم بعدما سد المنتخبون آذانهم. بالوعات الأحياء “مسدودة” حالات من الفزع والرعب مع تهاطل القطرات الأولى من الأمطار بغزارة تحول طرقات وأحياء تسمسيلت، على غرار حي البرج، سيدي الهواري، حي حليل، وحي حسان، إلى وضع كارثي بعد أن تغمر المياه العشرات من المنازل والمحلات التجارية، والتي تتسبب في إتلاف بعض المواد الاستهلاكية للتجار، خاصة بحي حسان الذي يعد الأكثر تضررا بالنظر لتماطل مصالح البلدية في إصلاح الوضع بالبالوعات، والتي شنت إضرابا نتيجة غياب مصالح تعمل على تصليحها وتنقيتها من الأتربة والأوحال، فضلا عن اهتراء الطرقات وبقاء مخلفات البناءات لتزيد من معاناة السكان. دوار العباينية بأولاد بسام يدخل في شبه عزلة وفي سياق متصل، يواجه العديد من سكان دوار العباينية، ببلدية أولاد بسام، عزلة قاتلة فرضتها السيول من الأمطار الغزيرة التي تهاطلت طيلة اليومين الآخرين، ما أدخله في دوامة حقيقية جراء انقطاع جميع المسالك المؤدية إلى البلدية، منها الطريق رقم 15 الرابط بين بني شعيب وأولاد بسام، والذي تضرر بشكل بالغ، ما دفع السكان إلى مسالك أخرى لقضاء حوائجهم. وأعرب سكان الدوار عن استيائهم من الحال الذي أصاب سكناتهم المبنية بالطوب وانجراف التربة الذي لم يبارح يومياتهم حتى في أيام الصيف الحارة. وادي مغيلة ينذر بكارثة وفي دوار مغيلة أضحى الوادي يشكل خطرا كبيرا على السكان جراء ارتفاع منسوب مياهه، ما قد يؤدي إلى حدوث فيضانات، حسبما جاء على لسان أحد سكان المنطقة، والذي دعا إلى تدخل الجهات المعنية لإنقاذ سكان واد مغيلة واتخاذ الإجراءات قبل حدوث أي مشكل قد يودي بالكثير من الأرواح. ولايزال سيناريو اللامبالاة يرسم ديكور أغلب بلديات الولاية، كما لاتزال عيوب التنمية تطفو على السطح، لتؤكد ضخامة الأموال الدولة التي استبيحت وهدرت في أشغال لا تتطابق مع متطلبات المواطن البسيط.