خبراء يتوقعون انخفاضا في استثمارات التنقيب والاستخراج في الجنوب شركة ريبسول الإسبانية تعتبر ولاية إليزي من أهم مناطق التنقيب في العالم إجلاء مئات العمال الأجانب من حقول النفط والغاز في الجنوب أنس.ج قالت وكالة الطاقة الدولية أمس الجمعة، إن أزمة الرهائن في منشآت للغاز بعين أمناس سيكون لها عواقب سلبية على قطاع الطاقة بالجزائر. وأشارت الوكالة في الجزء الخاص بالجزائر في تقريرها الشهري حول سوق النفط إلى أن "اختطاف وقتل عمال أجانب في قطاع الطاقة بعين أمناس يلقي سحابة قاتمة على توقعات قطاع الطاقة للبلاد". وأبرزت أن إنتاج المنشآت توقف بسبب الحادث، مشيرة إلى أن الإرهابيين الذين نفذوا الهجوم قالوا إنه جاء ردا على التدخل العسكري الفرنسي في مالي. انخفاض محسوس في معدلات تصدير الغاز إلى إيطاليا وفي تطور آخر، انخفض معدل صادرات الغاز الجزائري إلى إيطاليا في حقل عين أمناس. وأوضحت شركة سنام الإيطالية، التي تشغل شبكة الغاز الطبيعي بين البلدين، أن معدل الضخ انخفض إلى 62 مليون متر مكعب يومياً مقارنة بالمستوى المعتاد البالغ نحو 75 مليوناً. وتعد الجزائر أكبر مورد للغاز إلى إيطاليا بصادرات تتجاوز 35 مليار متر مكعب سنويا عبر خط أنابيب يمر من تونس. ومن المقرر أن يبدأ خط أنابيب آخر ضخ الغاز بشكل مباشر بين البلدين إلى جزيرة سردينيا الإيطالية خلال العام المقبل. بي.بي: إجلاء مئات من العاملين بقطاع النفط من الجزائر قالت شركة بي.بي أمس الجمعة، إنه تم إجلاء مئات العاملين بشركات نفط دولية من الجزائر أول أمس الخميس وإنه سيجري إجلاء المزيد. وقالت الشركة في بيان "غادرت ثلاث طائرات الجزائر أول أمس حاملة 11 من موظفي بي. بي إضافة إلى مئات من العاملين في شركات أخرى." ووصلت الطائرة الأولى إلى لندن بينما هبطت الطائرتان الأخريان في بالما دي مايوركا مساء الخميس لنقل ركابهما إلى وجهاتهم الأخيرة أمس الجمعة. وأضاف البيان "من المنتظر أن تنقل طائرة رابعة المزيد من العاملين من البلاد اليوم وسننظم المزيد من الرحلات الجوية إذا اقتضت الحاجة. حقول عين أمناس مؤمّنة جيدا والهجوم شكّل مفاجأة هذا ويقع حقل عين أمناس في قلب منطقة غنية بالنفط والغاز اجتذبت شركات أجنبية في السنوات القليلة الماضية بسبب تأمين المنطقة بأسلوب يشبه الأساليب العسكرية. ويقول عز الدين العياشي أستاذ العلوم السياسية لوكالة رويترز "إنه أمر مذهل أن تتمكن هذه المجموعة من تنفيذ هجومها هناك رغم إجراءات الأمن المشددة." وقد تغير أحداث هذا الأسبوع التصورات عن قطاع النفط الذي اجتذب استثمارات أجنبية بمليارات الدولارات. وهذا بدوره قد يثير مشكلات لحكومة سلال التي تعتمد على إيرادات النفط والغاز في تمويل الإنفاق العمومي بشكل كبير.. وتدير منشأة الغاز بحقل عين أمناس شركة بي.بي البريطانية وشركة شتات أويل النرويجية وشركة سوناطراك. وقال جيف بورتر مدير مؤسسة "نورث أفريكا ريسك كونسالتنغ" "على مدى السنوات العشر الماضية تراجع تدريجيا الانشغال بالأمن. ولأول مرة منذ عشر سنوات تدهور الوضع الأمني ما أثار مخاوف شركات النفط العالمية." وأصبح الهجوم الذي تعرض له حقل عين أمناس هو أكبر هجوم تتعرض له منشآت الطاقة في الجزائر ما دفع بي.بي وشتات أويل وسيبسا الاسبانية للبدء في إجلاء عامليها رغم أن بعض مشاريعها يقع على بعد مئات الكيلومترات من موقع الهجوم. وتشجع سوناطراك الاستثمار الأجنبي منذ أواخر تسعينيات القرن الماضي بعد انتهاء المأساة الوطنية ونتيجة لذلك غامرت شركات النفط الكبرى بالدخول في مناطق نائية تمثل تحديات كبيرة على الحدود مع مالي وليبيا ومنها عين أمناس. وقال جون هاميلتون من مؤسسة سي.بي.أي والمتخصص في الشؤون الإفريقية "الجيش كان يؤمن شركات النفط في الصحراء وكان الناس يشعرون بالارتياح بشأن السفر إلى الصحراء." أغلب الحقول الجزائرية المهمة بعيدة عن موقع الاعتداء وتقع أغلب الحقول الكبيرة في الجزائر بعيدا عن موقع الاعتداء، ويعتقد أنها تحظى بتأمين كبير وتقل فرص تعرضها للهجمات. ويقول العديد من خبراء النفط إن الخطر الأكبر يتركز في الحقول القريبة من عين أمناس في ولاية إليزي، حيث تعمل إيني الإيطالية وبيزبي وشتات أويل، وتعتبر شركة ريبسول ولاية إليزي من أهم مناطق التنقيب على مستوى العالم. وقال سام سيزوك من شركة كيه.بي.سي الاستشارية إنه يعتقد أن عدة حقول بالقرب من عين أمناس سيتم إخلاؤها. ويقول خبراء إن الجزائر بحاجة لعدة أشهر لإعادة ثقة الشركات الطاقوية الأجنبية في حقولها في المناطق المهددة أمنيا. تعزيزات أمنية مشددة وحواجز تفتيش بواسطة "السكانير" المركبات الصناعية لسوناطراك..تحت المجهر خلّفت الهجومات الإرهابية على عمال القاعدة النفطية بمنطقة عين امناس، تداعيات أمنية جديدة على مستوى أغلب المناطق الصناعية والوحدات الإنتاجية التابعة لمجمع سوناطراك بأغلب ولايات الوطن، في شكل تعزيزات وقائية جديدة لم يعتد عليها غالبية العمال في السنين الأخيرة، وهو المشهد الذي تترجمه تلك الحواجز المكثفة المنتشرة في عديد المناطق الصناعية، وأيضا عمليات التفتيش الدقيقة الذي يخضع لها كل العمال دون استثناء حال التحاقهم بمناصب عملهم، لدرجة أن العديد منهم التحق يوم الخميس الفارط متأخرا إلى بالمكرب الذي يعمل به في سابقة تؤكد أن مخططا أمنيا جديدا، يكون قد اتخذ على أعلى مستوى بهدف تأمين هذه المناطق الصناعية. وعاد الهاجس الأمني، مجددا، إلى مختلف المركبات الصناعية بمدينتي أرزيو وسكيكدة وأيضا تلك المنتشرة عبر مدن الجنوب مثل حاسي مسعود وحاسي الرمل، بالنظر إلى الإجراءات الأمنية التي شهدتها أغلب هذه المناطق الصناعية في اليومين الأخيرين، كنتيجة حتمية لمخلفات ذلك الهجوم الإرهابي المباغت الذي استهدف صبيحة الأربعاء الفارط القاعدة الغازية بمنطقة اليزي، في الوقت الذي أكدت فيه العديد من المصادر أن اجتماعا طارئا عقده وزير الطاقة والمناجم مع مسؤولين سامين على الأجهزة الأمنية تقرر خلاله رفع حالة التأهب على مستوى كل المركبات الصناعية إلى أقصى درجاتها. على صعيد آخر، كشفت المصادر، أن من جملة ما تقرر في هذا اللقاء، أن تتولى فرقا أمنية خاصة، تأمين المناطق الصناعية التابعة لسوناطرك، خلال عدة أشهر، وإلى غاية استتباب الوضع الأمني وتحسنه، على مستوى منطقة الجنوب، وهو ما يفيد أن الإجراءات المشددة المذكورة المتخذة على مستوى المركبات الصناعية المتواجدة في الولايات الشمالية ستبقى سارية المفعول لمدة غير معلومة. ونقل شهود عيان من المنطقة الصناعية بأرزيو لجريدة البلاد، مشاهد مختلفة عن التعزيزات الأمنية التي كانت متخذة في السابق، حيث تجسد ذلك في التواجد المكثف للوحدات الأمنية بمداخل أغلب المركبات الصناعية، بالإضافة إلى عدد هائل من سيارات ووسائل تفتيش متطورة جدا، تم استعمالها لأول مرة في عملية التفتيش التي خضع لها العمال أول أمس الخميس، وإن كان الأمر في المناطق الصناعية التابعة لمؤسسة سوناطراك، يختلف بشكل كبير نظيراتها في الجنوبالجزائري، حيث لا يتواجد بالأولى عددا كبيرا من العمال الأجانب، فإن المعدات البترولية والأجهزة وأيضا الآليات المتواجدة بها تكتسي أهمية بالغة من الجانب الأمني، والتي عادة ما ظلت مستهدفة بشكل مركز من قبل الجماعات الإرهابية خلال العشرية الحمراء، خاصة في بعض المناطق المعزولة، المتواجدة في بعض الولايات التي شهدت تصعيدا أمنيا خطيرا. يذكر أن مؤسسة سوناطراك، كانت قد دخلت في شراكة مع عديد المؤسسات الأمنية الخاصة، من أجل تأمين المحيط الداخلي لمركباتها الصناعية، وهي الشراكة التي سعت المديرية العامة للأخيرة لإعادة مراجعتها، بالنظر إلى التقصير الكبير المسجل على أداء عناصر الأخيرة في التصدي لعمليات السرقة التي وقعت على مستوى العديد من المركبات الصناعية، الأمر الذي قد يجبر مؤسسة سوناطراك على التفكير مجددا في طريقة تعاملها مع هذه المؤسسات الأمنية الخاصة. كريم. ح شركات أجنبية تمنع عمالها من الخروج من "قواعد الحياة" باشرت عدد من الشركات الاجنبية والمتعددة الجنسيات على غرار كل من ووذر فورد وتريكان الكندية وكذا شلومبرجر إجراءات أمنية مشددة لحماية موظفيها خاصة الأجانب. فقد أكد أحد إطارات شركة "شلومبرجر" أن تعليمات صارمة تلقتها كافة قواعد الحياة التابعة لهذه الشركة المتعددة الجنسيات تحثهم على ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات الأمنية والحيطة والحذر لحماية موظفيها، ومنع الرعايا الأجانب من العمل الميداني إلى غاية إشعار آخر والاكتفاء بالعمل الإداري. وتأتي هذه الإجراءات في إطار التقليل من حركة الأجانب وتفادي وقوع حادث مماثل لعملية تيجنتورين. كما كان للفيسبوك والهاتف النقال والقنوات الفضائية الدور الكبير في مد عمال الشركات البترولية بالمعلومات الخاصة بقضية زملائهم المختطفين. وفي السياق ذاته أكد محدثنا أن الجزائريين وقبل هذه الإجراءات كانوا يقومون بأداء الحصة الكبرى من الأشغال الميدانية، باعتبار أن العمال الأجانب كان تنقلهم يتطلب حماية أمنية وإذنا مسبقا من قيادة الدرك الوطني والقطاع العسكري، مما كان يحول دون أدائهم للعمل الميداني كون هذه الإجراءات تتطلب وقتا طويلا. كما أعرب محدثنا عن أسفه لوجود قتلى جزائريين وأجانب في هذه العملية. عمري بشير على خلفية الهجوم الإرهابي بعين أمناس تعزيزات أمنية مشددة لحماية العمال الأجانب وحقول النفط والغاز كثفت الناحية العسكرية الرابعة للجيش الوطني الشعبي بورڤلة، بالتنسيق مع قيادات عناصر الأمن المشتركة، من نقاط تواجدها بمحيط كبريات الشركات البترولية ومنشآت حقول النفط والغاز، لاسيما تلك الحساسة التي تنتشر عبر صحاري مدينة حاسي الرمل جنوبالأغواط وماجاورها، على خلفية الهجوم الإرهابي الأخير الذي طال قاعدة الحياة التابعة ل«بريتيش بتروليوم" البريطانية بمنطقة "تيقنتورين" بعين أمناس، ولاية إليزي. الوضع الراهن الذي خلّف حالة من الذعر الشديد في نفوس مئات العمال بقطاع المحروقات ومختلف الإطارات الإجنبية، التي تلقت من ممثلياتها الديبلوماسية برقيات تؤكد على ضرورة التحلي باليقظة أكثر من أي وقت مضى تحسبا لأي محاولات انتقامية من الجماعات الإرهابية، دفع بالسلطات المسؤولة أمنيا لإعداد إستراتيجية فعالة ومحكمة لحماية عاصمة الغاز الجزائري وماجاورها من أي خطر إرهابي متوقع، والحيلولة دون المساس بأمن وسلامة العمال بما فيهم الأجانب وحتى الممتلكات، في خطوة وصفت حسب المتتبعين للشأن الأمني بغير المسبوقة التي تمخضت عنها حالة تأهب قصوى إذا ما تم رصد أي تحركات مشبوهة قد تمس بالشريان الحيوي للاقتصاد الوطني والشركاء الاقتصاديين الأجانب بما فيهم العمالة الجزائرية، حيث ارتكز المخطط الأمني الاحترازي على تكثيف مراقبة الحدود الصحراوية للمنطقة الصناعية وجوانب المعامل الغازية المعزولة، على غرار السهر على تتبع حركة تنقل أي عربات مشبوهة وتفحص هوية أصحابها، ضمن دوريات مراقبة يتم الاستعانة فيها بأجهزة متطورة ورادارات حديثة وطائرات مروحية تقوم بتمشيط العشرات من الكليلومترات. كما تلقت مجمل المؤسسات الاقتصادية الكبرى الناشطة بقطاع المحروقات وبالخصوص تلك المتعددة الجنسيات، نشريات أمنية من قبل قيادة الجيش الوطني الشعبي تلزم مسؤوليها بالتقيد بالتعليمات اليومية المشددة وتعزيز جوانب قواعد الحياة التابعة للعمال والعائلات، فضلا عن بقية الأحواض الغازية وذلك بالعدد الكافي من أعوان الأمن الداخلي والصناعي ومختلف الشركات الأمنية المناولة التابعين لمؤسسة سوناطراك، قسم الإنتاج، ومختلف المؤسسات البترولية التي لم تتردد هي الأخرى في توسيع نقاط تواجدها الأمني عبر الوحدات الصناعية التابعة لها بحدود الصحراء الجنوبية، وهي التدابير الأمنية المشددة التي راجت في أوساط عمال القطاع بما فيهم الأجانب وسط علامات من الاطمئنان التي لمستها "البلاد" خلال اقترابها من بعض هؤلاء، يحدث هذا في الوقت الذي فضلت فيه المؤسسة الوطنية للأشغال البترولية الكبرى الكائن مقرها بمدينة حاسي الرمل الصناعية، تسريح جزء كبير من عمالها في عطلة إجبارية، على خلفية مغادرة الطاقم المسير من المهندسين الأجانب لأماكن عملهم بورشات الأشغال الصناعية المتوغلة في الصحراء، لاسيما بمنطقة حاسي مومن والمرق المتواجدتين بعين صالح، جراء حالة الرعب التي فرضتها عليهم تداعيات الهجوم الإرهابي بعين أمناس، وهو ما سيكبد هذه المؤسسة العملاقة خسائر مادية جسيمة نظير الأزمة الراهنة التي يفترض أنه تم التحكم الجيد في مجرياتها الأمنية بما لا يدع مجالا للشك بأن عاصمة الغاز الجزائري في منأى حاليا عن مثل هذه الأعمال الإرهابية.