أعلن السودان أن جولات المفاوضات الأخيرة مع جنوب السودان حققت تقدما كبيرا وأنه ملتزم بصورة تامة بكافة الاتفاقيات الموقعة بين الدولتين، وجاء ذلك في بيان أصدره الوفد السوداني المفاوض، أول أمس الاثنين، وأوردته وكالة السودان للأنباء، والذي تناول كافة نقاط الالتقاء والاختلاف مع دولة الجنوب. وشدد الوفد المفاوض على أن السودان عند تعهده بمواصلة التعامل المخلص لحل جميع القضايا العالقة، قائلا: ”إننا لم نكن وليس لدينا الرغبة في طرح قضايا جديدة على مائدة المفاوضات”، نافيا بشدة ”مزاعم” الجنوب في هذا الخصوص. وأعرب عن تقديره لما وصفه بالدور الإيجابي الذي لعبته الوساطة الإفريقية ورئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ماريام ديسالين، آملا أن تتعامل دولة الجنوب ”بذات الروح لفائدة شعبي الدولتين وللمساهمة في قيام دولتين قابلتين للبقاء ومزدهرتين”. وأوضح البيان أن جولات المفاوضات التي تمت في أديس أبابا تركزت أجندتها حول تنفيذ الترتيبات المؤقتة المتعلقة بمنطقة أبيي، والترتيبات حول المنطقة الحدودية الآمنية منزوعة السلاح وإعداد مصفوفة شاملة بجداول زمنية ملائمة لجميع الاتفاقيات الموقعة في أديس أبابا في 27 سبتمبر 2012. وعزا الوفد المفاوض العقبات التي تواجه عملية تنفيذ الاتفاقيات إلى ”عدم التزام دولة جنوب السودان بنصوص الاتفاق معها وتقديمها أجندة خارج الاتفاق ومطالب جديدة وفرضها لشروط مسبقة وتعنتها في المواقف التي تجعل أمر التنفيذ غير ممكن”،بحسب البيان. ونوه البيان بأن أبيي مازالت قانونا تحت سيادة السودان ”حتى يتم تقرير الوضع النهائي للمنطقة”، مشيرا إلى أن السودان قدم تنازلا في مؤسسات الإدارة والتشريع والشرطة، آملا خلق مناخ ملائم لبناء الثقة والحل السلمي لقضية ”/أبيي” والتي سيتم تحديد الوضع النهائي لها بواسطة رئيسي الدولتين. ورأى البيان أن دولة الجنوب عرقلت ما تم الاتفاق عليه في الآلية السياسية الأمنية المشتركة بالتراجع عن تنفيذ الاتفاق حول منطقة لميل 14 ورفضت إنشاء آلية المراقبة والتحقق من فك الارتباط بين جيشها والمتمردين في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان في السودان، والتوقف عن إيواء ودعم قوات التمرد المسلحة ولم تلتزم بالترتيبات الخاصة بالمنطقة الحدودية الآمنة منزوعة السلاح.