اختتم الرئيسان السوداني عمر البشير ونظيره الجنوب سوداني سلفاكير قمتهما مساء أول أمس بالعاصمة أديس أبابا برعاية الاتحاد الإفريقي بالتوصل لاتفاق من أجل احتواء أهم القضايا العالقة كمنطقة آبيي والحدود وفك الارتباط. ووقع الرئيسان بيانا مشتركا أكد على "أهمية التعجيل" بتطبيق الاتفاقات السابقة الموقعة بين البلدين في ال 27 سبتمبر الماضي في أديس أبابا وكذا اتفاقا على تطبيق ترتيبات إدارية وأمنية مؤقتة بمنطقة آبيي المتنازع عليها وآخر بشأن الوضع النهائي لهذه المنطقة الغنية بالنفط وترتيبات بشأن المناطق الحدودية، كما تضمن البيان اتفاقا بشأن الوضع الإداري والتشريعي المؤقت في منطقة آبيي المتنازع عليها بين البلدين ووضع عناصر الشرطة في المنطقة. واتفق الجانبان على أن يكون رئيس اللجنة الإدارية في آبيي من جنوب السودان وأن يكون رئيس المجلس التشريعي للمنطقة من السودان وتشكيل الشرطة بمنطقة آبيي مناصفة بين السودان والجنوب. كما ينص البيان على "فك الارتباط بين قطاع الشمال في الحركة الشعبية لتحرير السودان المتمردة وبين دولة جنوب السودان" على أن يتم توقيع اتفاق نهائي بهذا الشأن خلال اجتماع اللجنة الأمنية والسياسية المشتركة للبلدين المقرر في ال 13 جانفي الجاري. وكانت محادثات القمة بين الرئيس السوداني ونظيره الجنوب سوداني قد بدأت أول أمس بحضور رئيس الوزراء الإثيوبي هيلمريام ديسالين ورئيس لجنة الوساطة الإفريقية ثابو مبيكي، اللذان يرعيان محادثات السلام بين البلدين. وعمل ديسالين ومبيكي على تقريب وجهات النظر بين الجانبين، حيث عقدا اجتماعين منفصلين مع كل من الرئيسين البشير وسلفاكير بشأن القضايا العالقة وتسريع تنفيذ اتفاقية التعاون المشترك بين الخرطوم وجوبا. وكانت هذه الاتفاقيات محل خلاف بين البلدين منذ انفصال الدولتين في 2011 بعد استفتاء نظم في إطار اتفاق السلام الشامل الموقع خلال سنة 2005 بعد انتهاء الحرب الأهلية التي استمرت قرابة 20 عاما. وكان اجتماع مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، الذي عقد بأديس أبابا في 14 ديسمبر الماضي، قد حث الرئيسين البشير وسلفاكير على عقد اجتماع بينهما في أقرب وقت ممكن لحل المسائل العالقة. كما اتفق المجلس على عقد اجتماع له على مستوى رؤوساء الدول والحكومات على هامش قمة الاتحاد الإفريقي المقبلة التي ستعقد بأديس أبابا الشهر الجاري لمراجعة المسائل البارزة المرتبطة "بخارطة الطريق" لحل الخلافات بين السودان والجنوب والتي تبناها الاتحاد الإفريقي في 24 أفريل من العام الماضي.