عرب أزواد يرحبون بانشقاق حركة أزواد الإسلامية عن أنصار الدين قالت مصادر من أنصار الدين، إن الانشقاق في صفوف الحركة كان متوقعا بالنظر إلى اشتداد الصراع بين الجناح المتطرف القريب من تنظيم القاعدة، والجناح المعتدل الذي يؤمن بالحوار الذي كانت تراهن عليه الجزائر لتجنب مخاطر التدخل العسكري، مؤكدين على أنه كانت هناك عدة محاولات للانقلاب على إياد آغ غالي لكنها فشلت ما عجل بميلاد ”حركة أزواد الإسلامية”. أكد ميلاد حركة أزواد الإسلامية ما ذهبت إليه ”الفجر”، في أعدادها السابقة، حول صراعات كبيرة داخل أنصار الدين عقب زيارة وفد لها الجزائر في إطار المفاوضات التي كانت ترعاها هذه الأخيرة، لإيجاد مخرج سلمي للأزمة، عبر تفعيل الحوار بين الحركات الأزوادية غير الإرهابية والسلطة المركزية في باماكو قبل أن ينجح الجناح المتشدد في الحركة القريب من تنظيم القاعدة في فرض رؤيته، ويبادر بالتقدم نحو جنوب البلاد ما عجّل بالتدخل الفرنسي في المنطقة”. وقالت مصادرنا، إن حركة أزواد الإسلامية نتيجة حتمية، لفشل الجناح المعتدل في استبعاد المتشددين من قيادة الحركة، وفشل الانقلاب على زعيم الحركة، الدبلوماسي الخليجي السابق أياد آغ غالي، مؤكدة أن من بين القيادات المنشقة، أشخاص ينتمون إلى قبيلة أياد آغ غالي كما هو الحال مع محمد آغ انتالا الذي ينتمي إلى قبيلة ايفوغاس، نفس قبلية إياد آغ غالي. وفي رده عن سؤال حول إمكانيات الفصيل الجديد، قالت مصادرنا، إن الأمور لم تتضح بعد، والمعلوم حاليا أن الأمين العام للفصيل السياسي الجديد، العباس آغ انتالا، ينحدر من أكبر عائلات الطوارق في منطقة كيدال، وكان مفاوض أنصار الدين مع وسيط بوركينافاسو نهاية 2012، ويسيطر عناصر التنظيم الجديد على مدينتي ميناكا وكيدال شمال شرق مالي بالقرب من الحدود الجزائرية. من جهة أخرى، رحبت حركة عرب أزواد في بيان صحفي بانشقاق ”حركة أزواد الإسلامية” عن حركة أنصار الدين، في ”خطوة مهمة في البحث عن مخرج للوضع الحالي الذي بدأ يأخذ بعدا خطيرا”، معلنة عن ”استعدادها الكامل للعمل سويا مع (حركة أزواد الإسلامية) و(الحركة الوطنية لتحرير أزواد)، لإيجاد حل مشرف يضمن لشعب أزواد حقوقه الأساسية”، وعبّرت ذات الحركة عن ”إدانتها الشديدة للتصفيات والاعتقالات التعسفية التي قام بها الجيش مؤخرا، بحق مواطنين أبرياء من العرب والطوارق”، مؤكدة أنها ضد كافة أشكال الإرهاب، داعية ”كافة الأطراف إلى تحرير أزواد لصون سفك دماء الشعب الأزواد البريء ووقف التهجير بحقه”. يذكر أن حركة أزواد الإسلامية الجديدة أكدت رسميا في بيان صحفي، أمس الأول، ”أنها تنأى تماما عن أي مجموعة إرهابية، وتدين وترفض أي شكل من أشكال التطرف والإرهاب، وتتعهد بمكافحتها”، كما دعت باماكو وباريس إلى ”وقف الأعمال العدائية” وبدء حوار سياسي”.