أفادت مصادر مطلعة أن جماعة أنصار الدين التي تسيطر على مناطق هامة من شمال مالي انفصالها عن حلفائها في التنظيم الارهابي المسمى "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" وأبدى زعيم الحركة أول امس إستعداده لإجراء محادثات مع حكومة باماكو، وقال عضور بارز في هذا التنظيم المدعو القباس اغ انتالا إنه شكل جماعة جديدة أطلق عليها اسم حركة أزواد الإسلامية وإنه مستعد للسعي إلى حل للصراع في مالي عبر التفاوض، حيث تجري حاليا عملية عسكرية بقيادة فرنسية في مالي لصد مقاتلين إسلاميين شنوا زحفا مفاجئا صوب الجنوب في اتجاه العاصمة باماكو قبل أسبوعين ويجري نشر قوات أفريقية برية لدعم قوات فرنسا ومالي، وقال اغ انتالا في إشارة منه إلى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي "نريد أن نشن حربنا لا حرب القاعدة." أين قام تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي بدور رئيسي في الاستيلاء على شمال مالي على يد مقاتلين إسلاميين من مالي وأجانب، وأضاف: "لابد أن يكون هناك وقف لإطلاق النار حتى تجري محادثات"، متحدثا من بلدة كيدال وهي معقل للطوارق في شمال شرق مالي سيطرت عليها حركة أنصار الدين العام المنصرم بعد انقلاب مارس 2012، مضيفا: "الهدف هو الحديث عن الوضع في الشمال"، وذكر أن الجماعة الجديدة التي سيكون مقرها كيدال على اتصال بوسطاء في بوركينا فاسو والسلطات الجزائرية، وأضاف أن مطالب المقاتلين ستكون إقامة حكم ذاتي أوسع نطاقا وليس استقلال الشمال. يذكر أن أنصار الدين تحالفا قد شكلت مع تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وجماعة ثالثة هي حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا لفرض الشريعة في المنطقة الصحراوية الجبلية، ولم يتسن على الفور التأكد من عدد المقاتلين الذين سينسحبون من جماعة أنصار الدين لينضموا إلى الجماعة الجديدة. إذ يسعى مفاوضون دوليون منذ فترة طويلة إلى تفكيك التحالف الإسلامي من خلال عرض المحادثات على أنصار الدين والانفصاليين من الطوارق بشرط الانشقاق عن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وكان اغ انتالا من كبار مفاوضي انصار الدين في المحادثات العام الماضي لكن المفاوضات المبدئية انهارت في ديسمبر المنصرم بعد إلغاء جماعة أنصار الدين وقفا لإطلاق النار وسط انباء عن حدوث انقسامات بين المعتدلين الذين يسعون لحل سياسي والمتشددين الذين تربطهم علاقات عميقة بالتنظيم الارهابي، ولم يذكر المتحدث رقما لعدد أنصاره وقال إنه ما زال يجري إعداد قائمة لكنه قال إن أغلب أبناء مالي في صفوف أنصار الدين انضموا إلى الجماعة الجديدة. حيث تختلف التقديرات لإجمالي عدد المقاتلين الإسلاميين في مالي لكنه لا يزيد عن نحو 03 آلاف مقاتل، مؤكدا في هذا الاطار بأن بعض أعضاء الحركة الوطنية لتحرير أزواد وهي حركة انفصالية للطوارق حاربت تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في الشمال انضموا أيضا لجماعته.