جددت الحكومة الباكستانية وعدد من الأحزاب السياسية، أول أمس السبت، دعوتها لطالبان للجلوس على طاولة التفاوض من أجل استعادة السلام في البلاد. ودعا وزير الداخلية الباكستاني، رحمن مالك، أفراد التنظيمات المتشددة إلى إلقاء السلاح ووقف إراقة الدماء وإنهاء مظاهر التسلح والعنف. وقال في كلمته خلال جلسة للبرلمان الاتحادي، أول أمس، أن أفكار المتشددين لا تمت بصلة إلى الدين، واصفا أعمالهم بأنها غير إسلامية، وكرر عرضه على المتشددين بأان يتخلوا عن العنف وممارسة النفاق وأن يصبحوا مسلمين حقيقيين. كما أبرز أن الحكومة لم تعد تتحمل مقتل أناس أبرياء داعيا نواب البرلمان الاتحادي إلى تشريع قرار لدعم صلاحيات قوى الأمن، مشيرا إلى أنه ليس هناك بيت واحد في كراتشي في مأمن من مواجهة وطأة القتل ما يستدعي عملا فوريا من قبل البرلمان. ومن جهته وزير السكك الحديدية الباكستاني غلام أحمد بيلور في خطبة ألقاها أمام مؤتمر جماهيري بمناسبة ذكرى الاربعين لرحيل شقيقه نائب رئيس وزراء إقليم خيبر بختون خوا السابق بشير أحمد بيلور عقد اليوم السبت في بيشاور عاصمة إقليم خيبر بختون خوا الشمالي الغربي بأن حزب (عوامي الوطني) سيثأر لاستشهاد بشير أحمد بيلور بالفوز بأغلبية ساحقة في الانتخابات العامة القادمة. كان بيلور قد لقي حتفه الشهر الماضي في هجوم انتحاري أعلنت طالبان الباكستانية مسئوليتها عنه لاحقا. كان بيلور مشهورا بتحديه للمتشددين، وهو ما ألزمه العداء من كثيرين داخل حركة طالبان وكذا من المتعاطفين معها. في الوقت نفسه قال رئيس حزب (جامعة علماء الإسلام) الملا فضل الرحمن إن جميع الأحزاب السياسية على استعداد لإقامة حوار سلام مع طالبان، لكنه سيكون أول من يبادر بعقد محادثات سلام معهم، حيث أنه أقنع طالبان والقبائل بهذا الأمر. وفي كلمة أمام مؤتمر شعبي في بانو بنفس الإقليم، قال الملا فضل الرحمن أنه ”دائما يتحدث عن السلام والقبائل ايضا تريد السلام مضيفا بأن الملايين صاروا أول أمس لاجئين في بلدهم”. وأضاف أن أسوأ سياسات الحكام قد أجبرت سكان القبائل على العيش في معاناة معربا عن أمله في أن يعيش أبناء القبائل بشكل مستقل في مناطقهم قريبا.