شهد مركب أرسيلور ميتال، صباح أمس، تنظيم لجنة المشاركة للنقابة تجمعا عماليا ضخما، تنديدا بالوضعية الكارثية التي يتخبط فيها المركب والتي ظهرت أولى بوادرها بالتأخر الكبير في صرف الأجور الشهرية للعمال. طالب نقابيو الحجار خلال هذا التجمع بضرورة التزام الإدارة الفرنسية بتطبيق كامل بنود الاتفاقيات المبرمة مع الشريك الاجتماعي منذ سنة 2010، مع إعادة فتح قنوات الحوار بينهم وبين مديرية تسيير الموارد البشرية التي يتعمد مسؤولوها الفرنسيون إدارة ظهورهم للنقابة والعمال على السواء، ما كان وراء تأزم الوضع الذي يبقى مقلقا منذ السنة الفارطة عندما راج خبر تقديم المدير العام للحجار عرضا شفويا حول الوضعية المالية الخانقة التي يعاني منها المركب للقاضي المختص تجاريا بمحكمة الحجار، مع التأكيد على عدم قدرته على دفع المستحقات المالية لزبائن مركب الحديد والصلب، مافندته الإدارة الفرنسية في أرسلور ميتال، مؤكدة أنه لم يتم تسليم وثيقة مكتوبة بذلك دون إنكار وجود جهود مع الشريك الجزائري سيدار لإخراج الحجار من الضائقة المالية التي يتخبط فيها منذ أشهر، لتتم ترجمة الواقع المالي المتأزم للمركب فعليا من خلال التأخر في صرف المرتبات والمنح وعدم مباشرة عمليات صرف الزيادات المتفق عليها، ناهيك عن الإحجام كليا عن الخوض في ترسيم عمال الشركات المناولة والتي تعتبر لوحدها إشكالية قد تغلق أبواب المركب. من جانب آخر، اعتبر إعلان الإدارة الفرنسية مباشرة برنامج إنعاش للمركب، من خلال تسريح عدد من العمال، مناورة خطيرة لاتؤدي سوى لتطبيق برنامج أ؟؟؟ الهادف لتخفيض 5700 عامل إلى النصف تقريبا، ما شكل ضربة قاضية لعملاق الحديد والصلب الذي يرهن مصيره كذلك مشروع مصنع الحديد والصلب ببلارة في جيجل، والموقع عقده بين الشريكين الجزائري والقطري مؤخرا. تجدر الإشارة، أن أعضاء لجنة المشاركة كانوا قد أكدوا استحالة تنظيم انتخابات تجديد الفروع النقابية في هذا الظرف العصيب الذي يعيشه مركب ارسيلور ميتال، بسبب الغموض الكبير الذي تتبعه الإدارة الفرنسية، ومن ورائها الشريك الهندي في توضيح الخطوات المستقبلية التي وجب إتباعها بتنفيذ مخطط الاستثمار الذي من شأنه إعادة الحياة للعديد من الورشات المتواجدة في مرحلة الاحتضار، التي تهدد أرسليور ميتال بالموت في غضون سنتين فقط، حسب ما أكده نقابيون سابقون في المركب.