يعيش أكثر من 5000 عامل بمركب أرسيلور ميتال هذه الأيام حالة من الترقب والتخوف الشديد، من عمليات تسريح نتيجة غلق بعض الورشات، بسبب تماطل الإدارة الفرنسية في توضيح مصير هذا المركب، عقب انتهاء عقد الشراكة الذي يربط الطرف الهندي بالطرف الجزائري، حيث لم تضع الإدارة الفرنسية لا العمال ولا ممثليهم النقابيين في الصورة، لفهم حقيقة ما يحدث بالمركب أرسيلور ميتال، الذي لا تكاد تمر سنة إلا وتدخل نقابته في صراع حاد مع ممثلي الإدارة الفرنسية، الدين سبق وأن صرحوا أنهم يتلقون الأوامر من الإدارة العامة لسلسلة أرسيلور ميتال التي يوجد مقرها بلوكسمبورغ، وما عليهم سوى تطبيق الأوامر، وأمام الصمت الذي ينذر بعاصفة قد تهز عملاق الحديد والصلب، جاءت التحركات النقابية التي استنجد المنتسبون إليها بسيدي السعيد، الذي بدوره كشف أن الوزير بن مرادي سيتنقل شخصيا إلى المركب للاجتماع بالإدارتين الفرنسية والجزائرية للفصل في إشكال مباشرة خماسية الاستثمار الممتدة من سنة 2010 إلى 2014، علما أنه لم يتم تحقيق أي إضافة بمركب الحديد والصلب منذ عام 2001 تاريخ إعلان الشراكة الهندية الجزائرية بأرسيلور ميتال، حيث تدل آخر التقارير على تدهور حالته الإنتاجية سنة بعد سنة، على وقع فضائح الاختلاسات وملفات تهريب النفايات الحديدية التي أخرجتها من أدراج المكاتب نقابة المركب، علما أن الحجار يعد مفحمة مغلقة الأبواب وفرنا عاليا تتواجد ورشاته في حالة يرثى لها، ناهيك عن وحدات صناعة الأنابيب التي شل تماما نشاطها خلال السنة الفارطة. هذا ما خرجت به الشراكة مع سلسلة أرسيلور ميتال التي تتعامل مع مصانع الحديد والصلب في بلجيكا مثلا باتباع سياسات المماطلة، من خلال مليار دولار ديون على عاتق “أبرام”، وهي مجموعة مؤسسات تصنيع الحديد من المنتظر أن يزج بها في سوق البورصة بعد إعادة هيكلتها. كما سبق أن اتخذت قرارات غلق مصنعين للحديد والصلب العام ما قبل الفارط في فرنسا والبرازيل وغيرها من بلدان أوروبا وأمريكا اللاتينية. وبالنظر لمنجزات الشريك الهندي التي تبقى جد ضعيفة في مصنع تحويل الحديد والصلب في عنابة، تبقى طموحات استغلال مناجم بوخضرة والونزة في أقصى الشرق الجزائري من أولويات هذا الشريك الذي يسعى بكل الوسائل الممكنة إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من الأرباح، دون الدخول في دوامة الاستثمارات وتخصيص مبالغ مالية تجدد ورشات المركب لتعيد الحياة لها، وتعيق عمليات البزنسة الواسعة التي تتم عبر ميناء ولاية عنابة من خلال استيراد مواد كان يصنعها الحجار سابقا. ليبقى هذا الأخير رهين قرارات إدارة لوكسمبورغ التي لم تفصح عن نواياها إزاء مركب تصنيع وتحويل الحديد بعنابة، فيما تبقى التحركات النقابية تعمل حاليا على محاولات تهدئة الوضع، بالتعاون مع الاتحاد العام للعمال الجزائريين، للحفاظ على ما تبقى من مركب الحجار بعنابة.