حذرت مديرية الصحة والسكان لولاية وهران، السكان من استهلاك مياه الصهاريج المتنقلة، والتي تجوب يوميا شوارع المدينة، دون معرفة مصدر تلك المياه ومدى خطورتها على صحة الناس. سجلت مصالح النظافة لبلدية وهران أزيد من 80 شاحنة تزور أحياء المدينة، وتعمل بدون ترخيص من البلدية لبيع الماء الذي يقبل عليه الكثير من المواطنين لشربه. إلا أن الأطباء بمصلحة الأمراض المعدية بمستشفي إيسطو، يدقون ناقوس الخطر بعد العدد المتزايد والكبير في الإصابات بالنسبة للأشخاص المصابين بداء التهاب الكبد الفيروسي الذي أصبح يهدد سكان الولاية، في ظل الإقبال على شاحنات بيع المياه التي لا تراقب مياهها من قبل المصالح المعنية ولا حتى خزانات تلك الشاحنات والصهاريج التي لا تنظف للحفاظ على المياه المستهلكة، ما بات يهدد صحة المواطن بالإصابة بأمراض معدية، وهو الوضع الذي بات يتطلب تداركه عاجلا من قبل الهيئات المختصة. من جهة أخرى، قامت فرق طبية بإجراء بعض التحاليل على المرضى وتبين أن سبب أصابتهم استهلاك الدائم لمياه الصهاريج التي أصبحت مصدر أمراض عديدة، ومنها داء التهاب الكبد الفيروسي الخطير. في الوقت الذي تشهد العديد من أحياء بلدية وهران انفجار لقنوات الصرف الصحي واختلاطها بمياه الشرب، والتي سرعان ما يدرك المواطن خطورة ذلك كما سجله أكثر من مرة سكان حي الضاية التابع للقطاع الحضري لابن سيناء. وعرف تدخل متأخر لمصالح التطهير والري لمؤسسة سيور. من جهته صرح ل”الفجر” مسؤول بمصلحة مكتب النظافة لبلدية وهران، أنه تم تسجيل العديد من الآبار غير النظيفة على مستوى منطقة رأس العين، والتي تبقى المصدر الرئيسي لأصحاب الصهاريج، الذين يلجأون إليها لملأ خزاناتهم لبيع الماء دون ترخيص من البلدية، محملا المسؤولية إلى مصالح الأمن في مراقبة تلك التجاوزات من أصحاب الشاحنات والجرارات الخاصة ببيع الماء الحلو بأحياء الولاية، والذين يفوق عددهم عن 140 بائع. ودعا أطباء بمستشفى إيسطو إلى ضرورة فتح وحدات لتشخيص الداء الذي أصبح سريع الانتشار بين المواطنين وينتقل بين السكان، وذلك في ظل غياب حملات التوعية بخطورة المرض. وأكدت البروفسور موفق، من مصلحة الأمراض المعدية بالمستشفى الجامعي في وهران، أن انعدام إمكانيات للتشخيص أصبح وراء ارتفاع عدد الإصابات ويشكل خطرا بالنسبة للنساء الحوامل. وأشارت أن 90 بالمائة من الأطفال المصابين انتقل لهم الداء عن طريق العدوى من الأمهات، حيث تبقى الإصابة بالمرض شبيهة إلى حد كبير بالإصابة بالسيدا. وأضافت أن انتقال المرض التهاب الكبد الفيروسي عادة ما يكون لدى أطباء الأسنان وكل المصالح الطبية ذات صلة بالدم، حيث تصل نسبة الانتقال الفيروس من نوع ”ب” إلى 30 بالمائة. وأكدت أن جميع الطرق البدائية من التوجه الاستعانة بالطب البديل عن طريق الحجامة من دون استخدام أدوات معقمة وراء الإصابة، حسب الدراسات التي أجريت على عدد من المرضى. فيما يبقى العلاج من فيروس ”س” مكلف جدا ويتطلب لقاحا خاصا، وهو غير متوفر في الجزائر. مشيرة إلى أن داء التهاب الكبد الفيروسي أصبح يفتك سنويا بالعديد من المرضى بعدما فاق عددهم بوهران لوحدها عن 700 مريض دون ولايات الغرب الأخرى، ما يدعو لضرورة التصدي للداء الخطير الناجم عن انتشار فيروسات قاتلة في الكبد التي تتطلب إجراء استئصال كلي لها، حيث تفوق تكاليف العملية بالخارج عن 3 مليار سنتيم، ما يجعل الكثير من المرضى ينتظرون عمليات الزرع التي تبقي غائبة ومنعدمة لانعدام ثقافة التبرع لدي عامة الناس. فيما تجاوز عددهم وطنيا مليون ونصف مريض. وأوضحت المتحدثة أن عملية الكشف المبكر عن الداء لا تتطلب إلا 10 دقائق لإجراء التحاليل اللازمة.