كشف البروفيسور سعدي بركان، من مستشفى محمد لمين دباغين، أن داء التهاب الكبد الفيروسي بدأ يأخذ أبعادا خطيرة بالمصالح الطبية على مستوى ولايات الوطن، خاصة النوع (س). لقد عجز الباحثون لحد اليوم عن إيجاد لقاح مضاد له، في الوقت الذي تتصدر فيه ولايات الشرق الطليعة في عدد الإصابات، من ذلك ولاية بومرداس وعنابة اللتان سجل بهما أكبر عدد من الإصابات نتيجة انتشار المرض. وأضاف أن هذا الداء شبيه إلى درجة كبيرة بداء السيدا، فيما يخص تنقل المرض من شخص إلى آخر عن طريق الدم وسوائل الجسم الأخرى، وعن طريق العلاقات الجنسية وكذا نتيجة تعاطي المخدرات، خاصة أثناء الحقن بالإبر. كما ينتقل المرض من الأم إلى أطفالها، في الوقت الذي أطلقت فيه وزارة الصحة برنامجا وطنيا لمكافحة التهاب الكبد الفيروسي بنوعيه (ب) و(س) منذ سنة 2005، إلا أن هناك نقصا كبيرا في مراكز التحاليل البيولوجية، التي في معهد باستور الذي أصبح يشهد اكتظاظا في عدد المرضى. ويقدر عدد المصابين به في العالم 350 مليون حامل للداء، الذي أصبح يدق ناقوس الخطر، خاصة أمام التكاليف الباهظة للدواء وغياب عمليات زرع الكبد. كما دعا بوعلاق عبد المجيد، رئيس الجمعية الوطنية لالتهاب الكبد الفيروسي فوزي محمد ميساوي، خلال اليوم الدراسي العلمي حول داء التهاب الكبد الفيروسي بصنفيه "ب" و"ج" المنظم المنظم، أمس، بفندق السفير، "أن تفاقم انتشار هذا الداء الذي يزيد عدد المصابين به في الجزائر عن مليون شخص يستلزم برنامجا وقائيا يضمن فعالية أكثر في مواجهة انتقال هذا الداء الذي ينتشر في الكثير من الأوساط". وحذر بوعلاق عبد المجيد خلال اليوم الدراسي العلمي الذي أقيم بمبادرة من المخبر الدولي "باستور ساربا" بالتنسيق مع المستشفى الجامعي مصطفى باشا، من أن يتحوّل هذا المرض إلى مرض مزمن وقاتل، ودعا إلى القيام بتحاليل دورية للكشف عنه والعمل على تحسيس أطباء وجراحي الأسنان بخطورة انتقال مرض التهاب الكبد الفيروسي عن طريق جراحة الأسنان، خاصة الصنف "ج"، ومصاحبة هذا الحذر استحداث نظم ووسائل متعددة لتوعية المواطنين بمخاطر الإصابة، مع العلم أن الإحصائيات الحديثة الناتجة عن الدراسات العلمية الميدانية ردت سبب ذلك إلى جراحة الأسنان بنسبة 63 بالمائة من خلال انتقال الفيروس عبر الدم في ظل انعدام الشروط الطبية اللازمة لحماية لأشخاص من التعرض للإصابة بالمرض. ومن جهته، أشار محمد فوزي ميساوي إلى تفشي ظاهرة تخلي المرضى عن مواصلة العلاج المنتظم. كما ثمّن بالمناسبة، جهود الدولة في التكفل بمرضى التهاب الكبد الفيروسي والذي يتطلب تكلفة العلاج بالنسبة للمريض الواحد حوالي 161 ألف دج كمعدل وطني، بالنظر إلى غلاء أسعار الدواء، إلى جانب التحاليل ووسائل المتابعة الصحية. كما بارك في ذات السياق، أهمية المبادرة التي تم اعتمادها مؤخرا، والمتمثلة في ربط مختلف مخابر التحاليل الطبية عبر شبكة يوحدها نظام تكنولوجي معلوماتي عن طريق الاتصال الفوري بواسطة الأنترنت، مما يساعد على الكشف المبكر عن حالات الإصابة بداء التهاب الكبد الفيروسي، فضلا عن التكامل في الاختصاصات والخبرات. كما تطرق المشاركون إلى دور العامل الوراثي والجيني والعلاقات الجنسية في انتقال داء التهاب الكبد الفيروسي، خاصة في الصنف "ب"، إلى جانب تطور انتشار الحالة الوبائية لهذا المرض في العالم الذي يحصي حاليا 2 مليار شخص، أي ثلث سكان العالم مصابين بمرض التهاب الكبد الفيروسي ويؤدي بحياة أزيد من مليون شخص سنويا، حسب تقارير المنظمة العالمية للصحة.