دق المشاركون في اليوم الدراسي العلمي حول التهاب الكبد الفيروسي ناقوس الخطر بعد ارتفاع الوفيات وانتشار الداء، الذي بدأ يأخذ أبعادا خطيرة في المجتمع بعد تضاعف عدد الإصابات به رغم انطلاق البرنامج الوطني لمكافحة التهاب الكبد الفيروسي الحاد منذ 2005 ، مشيرين إلى أنه لم يلق الاهتمام والرعاية لتفعيله في المصالح الطبية من قبل مديريات الصحة· ممشوط زوليخة أعاب المشاركون في اليوم الدراسي على المشرفين على قطاع الصحة عدم توفير إمكانيات تشخيص الداء ومراكز إجراء تحاليل الدم التي تنعدم بولاية وهران للكشف عن المرض، حيث يتم إرسال العينات إلى معهد باستور بالعاصمة لتحليلها، إضافة إلى طول مدة صدور النتائج، وفي تلك الأثناء تتدهور الحالة الصحية للمرضى، ما يعجل بالوفاة، بعد انتشر الفيروس وانتقال المرض من النوع (ب) إلى (س) المزمن والحاد· وطالبت من جهتها البروفيسور ماموني، من مصلحة الجهاز الهضمي بمستشفى 1 نوفمبر في وهران، السلطات المحلية بالولاية بضرورة تقديم المساعدة وتوفير إمكانيات العمل وفتح وحدات لتشخيص الداء الذي أصبح يفتك بالكثير من الأشخاص، وينتقل بشكل خطير بين سكان الولاية على غرار الولايات الأخرى في غياب الحملات التوعية بخطورة المرض· وأكدت البروفيسور موفق من مصلحة الأمراض المعدية بمستشفى وهران أن انعدام إمكانيات التشخيص أصبح عاملا خطيرا في ارتفاع عدد الإصابات بالمرض خاصة التشخيص بالنسبة للنساء الحوامل، وذلك من أجل وقاية الطفل من المرض· وأشارت البروفيسور إلى أن الدراسات والبحوث العلمية أثبتت أن 90 بالمئة من الأطفال المصابين بالداء تنقل لهم العدوى عن طريق دم أمهاتهم، حيث إن طريقة انتقال داء التهاب الكبد الفيروسي شبيهة إلى حد كبير بالإصابة بالسيدا· وأضافت المتحدثة أن مرض التهاب الكبد الفيروسي ينتقل خاصة من عيادات جراحة الأسنان وكل المصالح الطبية ذات صلة مباشرة بالدم، حيث تصل نسبة انتقال فيروس داء التهاب الكبد الفيروسي (ب) إلى جسم الإنسان إلى 30 بالمئة، و3 بالمئة بالنسبة للفيروس من نوع (س)· وأبرزت المتحدثة في ذات السياق خطورة استعانة بعض المرضى بالطرق التقليدية والتوجه إلى المشعوذين وإجراء بما يعرف الحجامة التي زادت من عدد الإصابات، حيث إن تكلفة علاج مريض واحد تقدر ب 160 مليون سنتيم بالنسبة لحاملي فيروس (ب)، أما المرضى المصابين بفيروس (س) فعلاجهم الوحيد هو اللقاح لكنه غير متوفر في الجزائر إلى جانب توقف عمليات زرع الكبد في مستشفيات الوطن· وصرح في سياق متصل البروفيسور تبون من مصلحة طب العمل بمستشفى وهران أن ما يُبذل اليوم من مجهودات لا يوازي حجم الإمكانيات التي قدمتها لنا الدولة وحسب وضعية البلاد ''بعدما أصبحنا نتسول من أجل التكفل بالمرضى، خاصة أن الوضع صعب والأدوية جد مكلفة''· ويضيف المتحدث أنه تم إجراء تشخيص شمل قرابة 500 شخص في أماكن عمل مختلفة أظهرت التحاليل إصابة 10 منهم بالفيروس، مشيرا إلى أنهم لم يدركوا حقيقة مرضهم، مشيرا إلى أن تكلفة تشخيص مريض واحد تساوي 5,3 مليون سنتيم، مع العلم أن المريض مجبر على إجرائها 3 مرات حسب الحالة، ''وأمام غياب إمكانيات العمل فإننا نكتفي فقط بتوعية العمال من المهنيين لمكافحة المرض الذي أصبح سريع الانتشار في غياب اللقاح والتكفل الطبي السليم''·