تعرض معاذ الخطيب رئيس الائتلاف السوري المعارض إلى انتقادات عديدة، بعد دخوله في مفاوضات مع حلفاء الأسد على غرار روسياوإيران، وكذا استعداده للتحادث مع الأسد، فيما رحبت إيران بخطوة الائتلاف، معتبرة إياها إيجابية ومهمة لحل الأزمة السورية، بينما اتهم الرئيس السوري إسرائيل بمحاولة زعزعة استقرار المنطقة من خلال غارتها الأخيرة على بلاده. عاد معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري إلى مقره في القاهرة قادما من ألمانيا، يوم الأحد، ليفسر لأعضاء الائتلاف المتشككين قراره بإجراء محادثات مع روسياوإيران الداعمتين الرئيسيتين للرئيس السوري بشار الأسد، على أمل تحقيق انفراجة في الأزمة. ودعا المتحدث باسم الائتلاف الوطني المعارض موسكو إلى الانحياز إلى المطالب العادلة للشعب السوري وليس لمن يقتله. ووصف وزيرا الخارجية الروسي والإيراني وجو بايدن، نائب الرئيس الأمريكي، استعداد الخطيب للتفاهم مع نظام الأسد على أنه خطوة كبرى نحو حل الأزمة المستمرة منذ عامين. وقال وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي، أول أمس الأحد، ”إذا كنا نريد وقف إراقة الدماء فإننا لا يمكن أن نستمر في تبادل إلقاء اللوم”، مرحبا بمبادرة الخطيب ومضيفا أنه مستعد لمواصلة الحديث مع المعارضة. ونقلت وكالة ”إيتار تاس” الروسية للأنباء عن لافروف قوله يوم الأحد ”هذه خطوة مهمة جدا، خاصة لأن الائتلاف تشكل على أساس الرفض التام لأي محادثات مع النظام”. وقالت وسائل إعلام سورية إن الأسد استقبل سعيد جليلي الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني وأبلغه أن سوريا ”قادرة على التصدي لأي عدوان”، مضيفا أنها ”قادرة على مواجهة التحديات الراهنة والتصدي لأي عدوان يستهدف الشعب السوري”، مثل الغارة الجوية التي استهدفت قاعدة عسكرية، الأسبوع الماضي، والتي اتهمت دمشق إسرائيل بتنفيذها. وأشاد ساسة من الولاياتالمتحدة وأوروبا والشرق الأوسط في مؤتمر ميونيخ الأمني بما وصفوه بأنها ”شجاعة” الخطيب. لكن الخطيب من المرجح أن يواجه انتقادات حادة من قيادات الائتلاف الوطني المقيمة في القاهرة. وعرض الخطيب قيادته للخطر عندما قال إنه سيكون مستعدا للتفاهم مع ممثلي نظام الأسد بشرط الإفراج عن 150 ألف سجين وإصدار جوازات سفر لعشرات الآلاف من اللاجئين الذين فروا إلى الدول المجاورة لكن ليس لديهم وثائق. ووصف وليد البني، أحد أعضاء المكتب السياسي للائتلاف الوطني السوري، الذي يتكون من 12 عضوا، اجتماع الخطيب مع وزير الخارجية الإيراني بأنه اجتماع فاشل. واتهم الرئيس السوري بشار الأسد إسرائيل بالعمل على ”زعزعة استقرار” بلاده و”إضعافها”، بعد أن أقرت تل أبيب ضمنيا، الأحد، بأنها شنت غارة جوية على منشآت عسكرية قرب دمشق. وأكد الأسد أن نظامه ”قادر على مواجهة التحديات الراهنة والتصدي لأي عدوان يستهدف الشعب السوري ودوره التاريخي والحضاري”.