تنديد دولي واسع بالغارة الإسرائيلية على سوريا يرتقب أن يجتمع ائتلاف المعارضة السورية، اليوم، بكل من نائب الرئيس الأمريكي، وزير الخارجية الروسي والمبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي لدراسة الانتقال السياسي في سوريا بعد قبوله للدخول في حوار مع النظام السوري، فيما أثارت غارة إسرائيلية على الحدود السورية قلقا دوليا، بينما حذّرت هيلاري كلينتون في آخر يوم لها في وزارة الخارجية الأمريكية، كل من إيرانوروسيا من مواصلة تقديم الدعم لبشار الأسد. قالت مصادر بالمعارضة السورية، إن اجتماعا رباعيا بين مسؤولين كبار من الولاياتالمتحدةوروسيا، الأممالمتحدة والمعارضة سيعقد في ميونخ اليوم السبت لبحث الانتقال السياسي بالبلاد. وقال مسؤولون بالائتلاف الوطني السوري، أمس، إن رئيس الائتلاف معاذ الخطيب سيلتقي مع نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ومبعوث الأممالمتحدة الأخضر الإبراهيمي، وذلك على هامش مؤتمر الأمن والتعاون في أوروبا ويأتي بعد أن تجاوز الخطيب تحديا لسلطته، بعد أن قال إنه مستعد لإجراء محادثات مع مسؤولين سوريين دون شرط أن يتنحى الرئيس بشار الأسد. وفي سياق متصل، حثّت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إيرانوروسيا على إعادة النظر في دعمهما للرئيس السوري بشار الأسد محذرة من احتمال امتداد الحرب إلي خارج حدود سوريا. وقالت كلينتون إنه توجد دلائل مؤخرا على أن إيران ترسل المزيد من الأفراد وأسلحة متطورة بشكل متزايد لدعم الأسد في معركته ضد مقاتلي المعارضة الساعين لإنهاء أربعة عقود من حكم أسرته المستبد. ومتحدثة عشية رحيلها عن وزارة الخارجية، قالت كلينتون أيضا، إن روسيا تواصل مساعدة الحكومة السورية -بما في ذلك ماليا- وبدت متشككة في أن موسكو تخفف معارضتها لرحيل الأسد، وامتنعت كلينتون عن التعقيب على تقارير بأن إسرائيل قصفت هدفا في سوريا يوم الأربعاء لكنها عبرت عن مخاوف من أن الصراع -الذي من المعتقد أنه أودى بحياة أكثر من 60 ألف شخص- ربما يتفاقم داخليا ويتسع نطاقه. وأشادت كلينتون برئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض معاذ الخطيب لقوله هذا الأسبوع، إنه مستعد لإجراء محادثات مع ممثلين للأسد خارج سوريا، إذا أطلقت السلطات سراح عشرات الآلاف من المعتقلين، وقالت ”أعتقد أنه لم يكن شجاعا فقط بل ذكيا أيضا عندما قال إنه إذا تحققت شروط معينة فإننا سنبدأ مناقشة انتقال سياسي”. وكانت قد احتجت سوريا، أول أمس، الخميس، لدى الأممالمتحدة على العدوان الإسرائيلي الذي استهدف، يوم الأربعاء، أحد مراكز البحث العلمي بريف دمشق وسط إدانة وتنديد دولييين ودعوات عربية بوضع حد لتمادي إسرائيل في اعتداءاتها. وقد استدعت الخارجية السورية قائد قوات الأممالمتحدة في الجولان السوري المحتل اللواء إقبال سنغا وأبلغته احتجاجها الرسمي على الانتهاك الإسرائيلي لاتفاق فصل القوات لعام 1974 وللالتزامات التي يفرضها ذات الاتفاق. وفور قصف طائرات إسرائيلية لمركز علمي في منطقة جمرايا في ريف دمشق، سارع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل الغربي إلى إدانة العدوان قائلا إنه انتهاك واضحا لأراضي دولة عربية ولسيادتها بالمخالفة لميثاق الأممالمتحدة ولقواعد القانون الدولي وخرقا للاتفاقيات والمواثيق الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وقصد وضع حد لتمادي إسرائيل في اعتداءاتها على الدول العربية طالب العربي المجتمع الدولي ب ”تحمل مسؤولياته تجاه الوضع باعتبار أن صمت هذا الأخير عن الاعتداءات الإسرائيلية السابقة على الأراضي السورية هو من شجعها على المضي في العدوان ”. وفي ذات السياق، شجبت إيران انتهاك الطائرات الإسرائيلية للأجواء السورية وقصفها لمركز الأبحاث معتبرة أن العملية تندرج ضمن الأهداف المشتركة للمجموعات الإرهابية والكيان الإسرائيلي حيال سوريا. ومن جهتها، أعربت السلطات الروسية عن ”قلقها العميق” إزاء الغارة الجوية التي تمثل على حد تعبير وزارة خارجيتها هجمات غير مبررة على أراضي دولة ذات سيادة، معتبرة إياها ”انتهاكا غير مقبول لميثاق الأممالمتحدة”.