دق أولياء التلاميذ بعديد الولايات ومنها بولاية تيزي وزو ناقوس الخطر جراء التنامي المخيف لظاهرة الترويج للمخدرات على أبواب المؤسسات التربوية، إلى جانب الاختطافات والاعتداءات الجنسية، خصوصا المتوسطات والثانويات، بل لم تسلم حتى الابتدائيات من هذه السموم، ما يستدعي - حسبهم - إعداد برنامج استعجالي بغية مواجهة الظاهرة، وتفادي انتشارها لغاية المؤسسات الأخرى، لاسيما عبر المناطق النائية التي تعاني نقصا كبيرا في التغطية الأمنية. وأضاف هؤلاء الأولياء في تصريحاتهم ل”الفجر” أنه على مصالح الأمن المختصة تعزيز صفوفها عبر المناطق الجبلية التي أصبحت تعج بالمنحرفين الذين يقتحمون أقسام المؤسسات التعليمية محملين معهم أقراصا مهلوسة، وكميات من الكيف المعالج يقدمونها لأبنائهم، ما خلق مشاكل داخلية بينهم و بين المتمدرسين في ظل استحالة التحكم في الحياة الدراسية للعديد من الأولياء تجاه أبنائهم. والأخطر - حسب أولياء التلاميذ - هو توزيع هؤلاء المروجين لسمومهم في علب صغيرة الحجم تقدم خصوصا لتلاميذ الابتدائي على أساس أنها قطع حلوى، في حين يوهمون تلاميذ آخرين بحيل مماثلة من أجل استمالتهم وجرهم لتعاطي المخدرات، على شكل أقراص مهلوسة يعتقد أنها فيتامينات تنشط المخ والدورة الدموية، كما يقدمون للتلاميذ أقراصا من الحجم الصغير، موهمين إياهم أنها منشطات تحفزهم على المراجعة الجيدة لدروسهم، على غرار ترويجهم للمسكنات من نوع ”باريتريورات” و”ميتاكالون” التي يتم الترويج لها داخل علب صغيرة للحلويات، علما أنها الأكثر خطورة، إلا أن التلاميذ في آخر المطاف، وفي غفلة منهم يجدون أنفسهم مخدرين عقليا فتدمر حياتهم وحياة من حولهم دون دراية منهم. وفي الطور الثانوي، أصبح مشهد الترويج للمخدرات يثير كثيرا مخاوف الأولياء وحتى الأسرة التربوية على حد سواء، لاسيما بعدما تم ضبط وحجز كميات من الكيف المعالج داخل دورات المياه، في حين فضل آخرون إخفائها خارج مدارسهم، خصوصا في الحقول والجداول للقاطنين بالمناطق الجبلية لتفادي اكتشاف أمرهم. ولم تقتصر معاناة تلاميذ المؤسسات عبر إقليم تيزي وزو عند هذا الحد، لتتجاوز حدود السرقات والاعتداءات الجسدية والجنسية في حق براعم همهم الوحيد طلب العلم، إلى جانب تعرض العشرات منهم لخطر الاختطافات التي باتت الوجه الجديد للعصابات الإجرامية التي تحاول فرض ذاتها بالمنطقة، فقد تم تسجيل عدة حالات انتهت غالبيتها بالقتل ليتم بيعها بتواطؤ مع شبكات إجرامية، كما تم تسجيل عدة حالات اغتصاب وتحايل بسبب إدمان التلاميذ على المخدرات والمواد الفتاكة التي أصبحت أخطر بكثير من مرض الآيدز والسرطان بتيزي وزو، ناهيك عن تحويل عشرات المتمدرسين الآخرين إلى مراكز إعادة التربية، مع تعرض آخرين للجنون أو الموت العاجل، وهي الحالات التي فضل عديد الأولياء إبقائها في سرية نحفاظا على سمعة عائلاتهم المحافظة.