اغتيال المعارض التونسي الحقوقي المعروف شكري بلعيد، رحمة الله عليه، لم يفتح الجراح لدى جيراننا فحسب بل فتح جراحنا أيضا وأيقظ ما نسيناه من هموم ومشاكل أو نكاد.. لذلك كان التعاطف الشعبي الجزائري مع إخواننا التوانسة كبيرا...تعاطف جسدته وسائل الإعلام الجزائرية التي أحاطت بعملية الاغتيال من كل جوانبها وفتحت صفحاتها وفضاءاتها للتحليلات والاستنتاجات وأعطت للعملية ما تستحق من اهتمام وكأن الذي حدث شأن جزائري داخلي... من دون أن ننسى طبعا شبكات التواصل الاجتماعي وخاصة الفيسبوك الذي غص وعج بالصفحات والتعليقات التي امتزجت فيها الأسماء والأفكار حتى أنك لا تستطيع أن تفرق بين جزائري ومغربي وتونسي، لأن الجرح واحد والشعب واحد... صحيح أن المحن تبرز كوامن النفوس وخبايا الأفئدة وتشرع أبواب التضامن والتآزر... وصحيح أيضا أن وحدة الشعوب لا تصنعها السياسات العرجاء بل تصنعها النوايا الصادقة لهذه الشعوب التي صهرتها المحن والإحن وربطها تاريخ طويل من الأخوة والمصير المشترك، وما ذكرى أحداث ساقية سيدي يوسف التي امتزجت فيها الدماء الجزائرية التونسية ببعيدة عنا... فلنجسد ما هو مكتوب على مجموعة كثيرة و عديدة من الصفحات الفيسبوكية : تونس والجزائر والمغرب بلد واحد.. ولنكن كذلك وإن كره الساسة وأبى المتآمرون علينا.