عسيرة هي الولادة، ولادة الحروف المستحيلة كما الفجر يلد النهار، يطارد الليل، ببطء شديد كما النار الخفيفة تشوي بتأن تلافيف مخي المتعب، يا حرفا عشقت، يا كتابة أحببت، إلام العذاب؟ يوم ميلادي، كان عذاب أمي، عذابي أنا جيلالي فإلام العذاب؟ إلام الحياة، قد تقصر أو تطول لا أدري؟ ليلة 09 سبتمبر العام 1954 ليلة بيضاء، هل كانت أبيض من ليلة ميلادي في ذلك العشرين أبريل العام 1952؟ ليلة زلزال ”الأصنام” (الشلف حاليا) على الساعة الثانية صباحا من 09 سبتمبر العام 1954، أذكر أن أمي لفتني في لباسها (ما لونه؟) جرت بي وأنا أوغوغ كما القط المتألم؟؟ أنينا موجعا دامسا. كان الظلام، كنا نبيت في ”المراح” الكبير فقد كان حر الصيف يشتد حتى يبرهن لريح الخريف الداهم أنه مازال هنا مثل ”قاسي”. ليلة قاسية وإلا ما تفشى في تلافيف محني بذكرى حروفها محفورة بالدم. حين كبرت فوعيت أفهمتني أمي أنني كم لم أنم طوال الليل بت أصرخ بينما كلبنا ”طيو” الأبيض ينبح نباحا طال الليل البهيم، بكاء أشبه ما يكون بأرجوزة شاعر رقيق بجيش أن حبيبته في خطر ليس أشد منه سوى حشرجة الموت. الأكيد أن ”طيو” كان قد فهم الزلزال ليلتها وإن لا يمكنني الجزم، في ربيعي العاشر أفهمتني أمي أن زلزال التاسع سبتمبر العام 1954 سبق اندلاع ثورة نوفمبر الجزائرية الكبرى بما يقارب الشهرين 09 سبتمبر / أول نوفمبر 1954. هل بارك الله، برعب زلزال الأصنام، ثورة نوفمبر العظيمة؟ إلهي، كم هو مرعب الزلزال، كم هي مؤلمة ساعة ميلاد الثورات كما أول نوفمبر 1954 كان مؤلما، قائلا أصبحنا أحرارا في جويلية 1962، لكن الألم مازال يختلط بالأمل. ... يتبع