أسفرت المواجهات العنيفة التي اندلعت بمدينة عدن بين الشرطة اليمنية ومعارضين من أنصار الحراك الجنوبي عن مقتل شخص وإصابة أزيد من 60 شخصا، هدد على إثرها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بتقديم علي سالم البيض لمحكمة الجنايات الدولية. يشهد جنوب اليمن اضطرابات حادة بين قوات الأمن وأنصار الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال عن شمال اليمن، حيث وصل التصعيد الاحتجاجي أول أمس ذروته بعد تدخل قوات الأمن لفتح إحدى الطرق التي عمد المتظاهرون إلى قطعها في محاولتهم فرض العصيان المدني بالقوة، الأمر الذي دفع بالرئيس اليمني إلى تهديد معرقلي مسار العملية الانتقالية في بلاده من الداخل والخارج بمحاكمة دولية في إشارة منه إلى الحراك الجنوبي الذي يتبع نائب الرئيس الأسبق علي سالم البيض المقيم خارج الوطن. ميدانيا انتشر عدد من عربات قوات الأمن والمدرعات في شوارع مدينة عدن وأحيائها تحسبا لأي تصعيد قد يفاجئ الشارع اليمني، خاصة عقب المواجهات العنيفة التي حدثت في حي المنصورة بين المحتجين و قوات الأمن، لجأت فيها هذه الأخيرة إلى استخدام قنابل الغاز والرصاص الحي، لإعادة فتح الطريق الرئيسي الذي أغلقه أنصار الحراك بالحجارة والإطارات المشتعلة، ما أدى إلى إصابات عدة منهم شرطيان، في حين لقيت دعوات العصيان المدني في “المكلا” كبرى مدن محافظة حضرموت استجابة محدودة، في ظل انتشار مكثف لقوات الأمن المعززة بوحدات من الجيش، كما أطلق مسلحون النار على مقر السلطة المحلية. يذكر أن ناشطي المعارضة الانفصالية في جنوب اليمن دعوا إلى عصيان مدني في مدن الجنوب ابتداء من أول أمس، تأكيداً على رفضهم المشاركة في الحوار الوطني الشامل المرتقب انطلاقه شهر مارس الجاري.