كشفت مصادر من اللجنة المركزية للحزب العتيد أن 10 مترشحين يتنافسون حاليا على خلافة بلخادم، مع بداية العد التنازلي لدورة اللجنة المركزية المقررة قبل نهاية الشهر الجاري لاختيار الأمين العام للحزب بخيار الصندوق. غير أن التنافس يبقى على أشده بين رئيس الثلث الرئاسي في مجلس الأمة محمد بوخالفة والرئيس الأسبق للمجلس الشعبي الوطني عمار سعيداني، ويتواجد ضمن القائمة، بوخالفة محمد، عمار سعيداني، معزوزي مصطفى، السعيد بوحجة، نور الدين السد، وآخرون. وذكرت المصادر ذاتها في حديث مع ”الفجر” - بالنظر إلى ما يعرفه الحزب ومناقشات أعضاء اللجنة المركزية - أن ابن مدينة وادي سوف الأوفر حظا لخلافة الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم، لعدة أسباب، أهمها أن الرجل يجمع بين الجيلين القديم والجديد بحكم سنه، والحزب في حاجة في الفترة الراهنة إلى ”المرجعية والتواصل”، كما أن سعيداني يمثل منطقة الجنوب الجزائري التي تحظى هذه الفترة باهتمام خاص جدا من السلطات بالنظر إلى الظروف الاستثنائية التي تمر بها دول الجوار، ومحاولات البعض استغلال السكان والمنطقة لضرب استقرار الجزائر، ولن يجد هؤلاء أحسن هدية من منح قيادة الحزب العتيد إلى رجل من أبناء المنطقة. وأضافت المصادر، أن الرئيس الأسبق للمجلس الشعبي الوطني معروف بصرامة قراراته، وبحنكته السياسية، التي يعرف بها سكان الجنوب، وقدرته على حل المشاكل، وهذا يمكنه من إبعاد الطفيليين والانتهازيين الذين استولوا على الحزب خلال عهدة الأمين العام السابق، مشيرة في السياق ذاته إلى انسحابه سابقا من عضوية المكتب السياسي للحزب بسبب تعنت القيادة، كما أن الرجل كان نقابيا وعضوا في الاتحاد العام للعمال. والأهم يضيف محدثونا، أنه يجمع بين التصحيحيين وما اصطلح على تسمتيه بجناح الوسطيين، وهذا ما مكنه من الحصول على دعم الكثيرين، حيث كان حاضرا بقوة خلال الاجتماع الأخير للجنة المركزية. من جهته، لم يستبعد مصطفى معزوزي، عضو اللجنة المركزية، وأحد الأسماء البارزة المرشحة لخلافة بلخادم في تصريح ل”الفجر”، ترشحه لقيادة الأمانة العامة للحزب، لكنه قال إنه سيترشح فقط في حال كانت الظروف مناسبة لذلك، ورأى فيه أعضاء اللجنة المركزية الشخصية المناسبة للم شمل الفرقاء من قياديي الحزب العتيد، ولكنه قال بأن شغله الشاغل الآن هو عقد الدورة في أقرب وقت ممكن. وقال معزوزي إن أعضاء اللجنة المركزية يرفضون منطق التزكية ويفضلون الصندوق، لأنه الخيار الأمثل. وأضاف المتحدث بأنه سيطرح اسمه كمرشح لقيادة الأفالان عن طريق الصندوق فقط، لأنه من الشخصيات التي ترغب في تجسيد ديمقراطية الصندوق. وفي رده على سؤالنا حول تصريحات بعض الأشخاص الذين يفضلون خيار التزكية بدل الصندوق، قال معزوزي إن أعضاء اللجنة المركزية أحرار في خياراتهم ونحن لم نتعود على مثل هذه القرارات، فالقانون الأساسي والنظام الداخلي للحزب العتيد عليه أن يطبق بحذافيره، والترشيح مضمون لكل عضو من أعضاء اللجنة المركزية، وكل هذا حسب إرادة الجمعية العامة. واعتبر معزوزي الذي سبق له وأن شغل منصب نائب لثلاث عهدات في عهد بن حمودة، ويعد مناضلا في صفوف الحزب العتيد منذ 1958، أن كل الأطراف الفاعلة في اللجنة المركزية تقوم بدورها في الوقت الراهن من أجل التحضير لانتخاب أمين عام وتهدئة الأوضاع داخل الحزب وتوحيد الصفوف.