تواصل الحرب الدائرة في سوريا، حصد المزيد من الأرواح أمام عجز كبرى الدول في وضع خطة عمل مشتركة تؤسس للحوار بين النظام السوري والمعارضة، رغم قرارات واشنطن الأخيرة بدعم المعارضة على لسان وزير خارجيتها، جون كيري، في أولى مهمة قادته إلى الشرق الأوسط. في وقت أقنعت فيه الخارجية الأمريكية الائتلاف السوري بحضور مؤتمر أصدقاء سوريا بروما وإقرارها تقديم مساعدات للمعارضة السورية وهي الخطوة التي تضاربت حولها ردود الأفعال المنددة بقرار واشنطن والرافضة لنوعية المساعدات، لدرجة أن دفعت بالأسد إلى إعلان ترشحه لانتخابات 2014، لازال الرأي العام الدولي بعيدا عن توحيد رؤيته اتجاه القضية السورية في ظل تأييد بعض الدول للنظام السوري ودعم البعض الآخر للمعارضة، الأمر الذي يمد في عمر الحرب الدائرة على الأراضي السورية والتي يدفع ثمنها الأبرياء. تتوقف الجهود الدولية عند عمليات التنديد والدعوات المتكررة لفرض منطق الحوار على السلاح، على غرار دول مجلس التعاون الخليجي التي طالبت في ختام اجتماعها، مساء الأحد، في الرياض، الأطراف السورية بالتعاطي مع مبادرة رئيس ائتلاف المعارضة أحمد معاذ الخطيب الرامية إلى جمع الأطراف السورية على طاولة حوار واحدة، والاتفاق على أولى الخطوات لإرساء السلام بالمنطقة ووقف إراقة دماء السوريين وكذا ضمان انتقال سلمي للسلطة، وندد المجلس بالتدخلات المستمرة لإيران في شؤون مجلس التعاون ودعمها المتواصل للرئيس بشار الأسد وضغطها المستمر لإبقائه في سدة الحكم، وأضاف المجلس أنه لن يسمح لإيران بإشعال فتيل الحرب بمنطقة الخليج التي تسعى إلى الحفاظ على استقرارها، بتعزيز التعاون المشترك الخليجي لخلق التكامل الاقتصادي وتجسيد السوق الخليجية المشتركة وإقامة الاتحاد النقدي والجمركي بين دول المجلس. ودعا مجلس التعاون الخليجي في بيانه الختامي الأممالمتحدة بالتدخل لمنهجة المحادثات الخاصة بالحوار السوري داعيا المجتمع الدولي إلى التحرك الجاد والسريع، والضغط على كبرى الدول لتوحيد رؤيتهم في التعامل مع الأزمة السورية وإيقاف إمداد كل من النظام والمعارضة بالأسلحة. من جهة أخرى، ناقشت زيارة وزير الخارجية الأمريكية جون كيري إلى العاصمة السعودية الرياض والتي تدوم يومين ولقائه بنظيره السعودي الأمير سعود الفيصل الشأن السوري مدعمة الواقف الدائمة لواشنطن، حيث طالب الفيصل بحظر الأسلحة عن النظام السوري الذي فقد شرعيته على الأراضي السورية، مشيرا إلى حق الشعب السوري في الدفاع عن نفسه، من جهته أكد كيري مواصلة واشنطن الضغط على بشار الأسد ودعمها للمعارضة، في انتظار ما يسفر عنه لقاء كيري بوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي التي يتصدر مباحثاته الملف الإيراني، السوري، اليمني وقضايا أخرى. ميدانيا لا تزال حصيلة الاشتباكات بين الجيش النظامي والحر في ارتفاع، حيث ذكرت لجان التنسيق المحلية سيطرة الجيش السوري الحر على حقل وحاجز الصفيان بالرقة الذي كان يستخدم لإمداد مطار الطبقة العسكري، يأتي هذا في الوقت الذي ارتفع فيه عدد القتلى، أمس الأحد، بنيران قوات النظام إلى 134 شخص معظمهم في دمشق وريفها وحمص ودرعا، حسب ذات المصدر.