"هبة تشرين" تتوعد بالثورة وتحذّر من كارثة اقتصادية يعرف البرلمان الأردني حالة فوضى عارمة عشية الإعلان عن رئيس الحكومة الجديد المقرر يوم غد، وهو الموعد الذي يفصل في بقاء حكومة قديمة برئاسة عبد لله النسور المرشح الأقوى لخلافة نفسه أو فسح المجال أمام وصول نائبه ومنافسه الوحيد الدكتور عوض خليفات إلى سدة البرلمان. يرى المقربون من خليفات الذي تغيب عن جلسة البرلمان أن الموقف الذي يعرضه النسور ليس دقيقا فوزير الصناعة والتجارة اتخذ القرار بالتوافق مع النسور شخصيا أولا وتم إعلانه من وراء ظهر مجلس الوزراء ولاحقا اجتمع المجلس للموافقة عليه مما يعني أن مجلس الوزارة ليس موحدا في هذا سياق مشهد رفع الأسعار، رغم وجود من يدعمون بقوة خيارات رفع الأسعار دون تقييم الكلفة الاجتماعية والأمنية وحجم انعكاس التأثيرات على الجمهور والفقراء من بينهم على الأرجح وزراء الطاقة، الصناعة، المالية ووزير التخطيط جعفر حسان. وكان النسور قد طالب خلال الاجتماع الوزاري الذي سبق جلسة للبرلمان الأردني هذا الأسبوع من نائبه عوض خليفات المشاركة في الدفاع عن رفع الأسعار تحت قبة البرلمان، وهو الاجتماع الذي غاب عنه الكثير من الفاعلين في الحكومة، منهم الوزير الحلواني الذي لم يشارك في الدفاع عن رفع الأسعار أمام الرأي العام والبرلمان. وبالموازاة مع ما يشهده البرلمان من حالة غليان ينتفض الشارع الأردني احتجاجا على قرار رفع الأسعار الأخير، الذي ولد ظهورا قويا لهيئة تمثل ما اصطلح عليه ”هبة تشرين” التي ساهمت في رفع اضطرابات الشارع الأردني بعد قرار رفع الأسعار، حيث شددت الهيئة في بيان شديد اللهجة صادر عنها وصفت من خلاله الانتخابات الأخيرة بأنها مسرحية زورت فيها إرادة الشعب وعززت القناعة بأن العطب كامن في طبيعة الاستبداد المهيمن على النظام الانتخابي الذي يكرس بدوره الانقسام والتمثيل الجهوي على حساب التمثيل السياسي. وأضاف البيان أن الحراك الشعبي ماض في بلورة مشروعه الثوري بوسائله السلمية ومن خلال تراكم تجربته النضالية، ولن يهدأ إلى غاية استرداد الشعب لحقوقه المهضومة وتحرره من أدوات الهيمنة الصهيونية. وتزامنت الأحداث التي تشهدها الأردن مع زيارة عاهل الأردن، الملك عبد الله الثاني، إلى أنقرة تدوم يومين، لإجراء مباحثات مع الرئيس التركي عبد الله غول ورئيس وزرائه رجب طيب أردوغان حول الأزمة السورية. وتأتي زيارة العاهل الأردني بعد أقل من أسبوعين على زيارته موسكو وبحث الأزمة السورية مع المسؤولين الروس. ومن جهتها أعلنت الرئاسة التركية أن زيارة العاهل الأردني ستسهم في تعزيز التعاون بين البلدين الأساسيين في المنطقة في وقت تجري فيه تطوّرات حساسة في المنطقة.