خرج مئات المصريين في مسيرة حاشدة باتجاه ميناء بورسعيد تنديدا بأحكام الإعدام التي أقرتها المحكمة بحق 21 متهما في قضية ملعب بورسعيد التي أججت الشارع المصري ولا تزال تلهبه باحتجاج المتظاهرين منذ أشهر كانت أعنفها نهار أمس عقب صدور تاييد الحكم. أعقب صدور الأحكام القضائية في قضية مذبحة بورسعيد أعمال عنف واحتجاجات شملت بور سعيد، القاهرة ومناطق أخرى، حيث قام المتظاهرون بحرق مقر الاتحاد المصري لكرة القدم بعد دقائق بإحراق نادي ضباط الشرطة في الزمالك وسط القاهرة، كما تواجدت أعداد كبيرة من أهالي بورسعيد أمام الميناء لقطع المجرى الملاحي لقناة السويس واعتراض الحركة بالقناة. وجاءت الاحتجاجات كرد فعل عقب قرار المحكمة المصرية التي أكدت حكم الإعدام على 21 متهما في قضية مقتل مشجعين بملعب مدينة بورسعيد شمالي مصر السنة الماضية، كما قضى القضاء المصري بأحكام مختلفة على بقية المتهمين تراوحت بين أحكام بالسجن المؤبد في حق خمسة متهمين، وأحكاما بالسجن بفترات مختلفة من بينهم مدير أمن بورسعيد الذي حكم عليه بالسجن 15 عاما إلى جانب براءة آخرين، فيما لقي قررا المحكمة رضا جماهير مشجعي الأهلي الذين اجتمع الآلاف منهم أمام مقر النادي قبيل إعلان الأحكام قادمين من محافظات مختلفة وخرجوا في مظاهر احتفالية، معبرين عن مشاعر الفرح بالأحكام التي اعتبروها منصفة. وتجنبا لحدوث أي صدام بن الطرفين عززت القوات الأمنية حصارها على المحافظة، حيث سيطر الجيش على مواقعها الحيوية بعد انسحاب الشرطة عقب أيام من المواجهات. وتشمل القضية أكثر من 70 شخصا متهمين بالتورط في قتل 72 من مشجعي النادي الأهلي عقب مباراة لكرة القدم بين الفريق القاهري وفريق المصري البورسعيدي في ملعب بورسعيد مطلع فيفري 2012، وينتمي المتهمون إلى مدينة بورسعيد التي تشهد منذ صدور الأحكام الابتدائية حالة توتر ومواجهات مع الشرطة راح ضحيتها عشرات الأشخاص. ومع تنامي مشاعر العصيان في صفوف الشرطة، تستعد التيارات الإسلامية لتشكيل مجموعات مسلحة للحفاظ على الأمن، الأمر الذي يشير إلى أن مصر بدأت تنزلق إلى حكم الميليشيات لتحل محل الشرطة التي انسحبت من الشوارع مع تصاعد التوتر بينها وبين المصريين الغاضبين في المدن التي تشهد احتجاجات متواصلة. وتأتي هذه التطورات مع تزايد الدعوات للجيش بالتدخل لحماية مصر ومواجهة الأزمة الثلاثية السياسية، الاقتصادية والاجتماعية التي تعصف بالبلاد، حيث سجلت الكثير من الأحزاب مشاركتها في المظاهرات منها حزب الراية، الجماعة الإسلامية، حزب البناء والتنمية، الدعوة السلفية، الجبهة السلفية، جمعية أنصار السنة المحمدية ورابطة الائتلاف الإسلامي إلى جانب طلاب الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر.