حجزت الحركة الوطنية لتحرير الأزواد سيارة محملة بالمخطوطات المنهوبة من مركز أحمد بابا في تمبكتو، بعد الاشتباكات التي وقعت الشهر الماضي في مدينة الخليل الواقعة على بعد 18 كلم عن الحدود الجزائرية بين الحركة ومقاتلين من الجهاد والتوحيد، وكذا أنصار الشريعة. كشف موسى آغ الطاهر المكلف بالإعلام في الحركة الوطنية لتحرير الأزواد، في بيان أمس، أن ”المخطوطات تتناول موضوعات متعددة”، مؤكدا أنه ”تم تسليمها لامبيري أغ عيسى، عضو المجلس الانتقالي لدولة أزواد المكلف بالثقافة، في مدينة كيدال”. وأعربت الحركة عن استعدادها لوضع المخطوطات ”تحت تصرف أي مؤسسة معنية في تمبكتو بعد التأكد من تبعيتها لمركز أحمد بابا”، داعية الدول والمؤسسات إلى ”دعم مدينة تمبكتو التاريخية المرموقة للحصول على ما تبقى من تراثها العالمي الثمين”. يشار إلى أن أنباء تحدثت عن حريق تعرض له مركز أحمد بابا مع بداية التدخل الفرنسي، لم يعرف مدى الضرر الذي ألحقه بالمخطوطات. يذكر أن القوات الفرنسية نقلت المئات من المخطوطات الخاصة بالتاريخ الإسلامي في تمبكتو نحو متاحف باريس، خاصة متحف التاريخ، لإثرائها بالثقافة الإسلامية، تحت صمت وتواطؤ من النظام المركزي في مالي الذي غض الطرف عن استنزاف تاريخ البلاد العريق، حيث يضم معهد أحمد بابا للدراسات العليا والأبحاث الإسلامية آلاف المخطوطات من نفائس الثقافة العربية والإسلامية مثل القاموس المحيط وكتب للرحالة ابن بطوطة، ويحفظ لوحده ما بين 60 ألفا إلى 100 ألف مخطوطة. وتعد المدينة التاريخية بتمبكتو مركزا للتعليم الإسلامي والحضاري في إفريقيا، ويوجد فيها أكبر عدد من المخطوطات العربية والتي تصل إلى 700 ألف مخطوطة مكتوبة باللغة العربية أو لغات محلية، وهي لم تحظ باهتمام الماليين فيما عمل الاحتلال الفرنسي على تجهيل أهل مالي باللغة العربية وتركيز اهتمامه على إجادة اللغة الفرنسية.